لعيون امرأة – عبدالباسط عبدالسلام

عبدالباسط عبدالسلام

لقد انتظرتُ قافلة الحبّ وقتًا طويلًا حتى كاد قلبي أن يطير،

قبل أن تشرق شمس منتصف الليل، ويبصر القلب هلال الفطر والعيد.
رأيتها في بورسعيد، وكأنها قمرٌ يضيء ما وراء البحر.
لا أدري كيف غازلت أوردتي، ولا أدري كيف زار الفرح طفولتي.
أوقفتُ قلبي في شارع فلسطين، قلبي الذي في عام حطين
لم تُحنِه أعين نساء الأرض، ولم توقفه حتى جيوش الجان.

كانت هنا تمشي بابتسامتها السريعة، وكانت أعينها ترسل ابتسامات.
أنا أكتب الشعر من ابتسامةٍ تركتها على صدري،
ومن نظرةٍ سرّعت النبضات وعكست للقلب الدوران.
أحبها، ولأجلها أكتب، ولأجل عينيها أنشر كلماتي.

ومهما طال العمر سأظل أعشقها، وستظل شرايين عينيها خارطتي.
أعشقها مذ أشرقت كالشمس على موطن الفرح في صدري،
وتركت قلبي في مدار العشق كصهارة بركان مغمور.

ولو تشرق شمس منتصف الليل من بورتسودان أو من سواكن،
وتغطي الثلوج الأرض في جدة، غير الليل الذي بعينيها أنا لا أرى.

مشاركة