نذير الأسدي
حقا….كان هو الزمن الجميل..
يوم كانت بيوتنا الطينية تغص بالاولاد والبنات ..يلهون ويلعبون يتراكضون بين باحة البيت وغرفه…
يوم كنا بلا اطماع واهداف وغايات..سوى اللعب ..والتنعم باحضان الاباء والامهات ..
يوم كانت ملابسنا بسيطة وطعامنا متواضع بلا بيتزة او كنتاكي او مقلوبة…
صحن الباقلاء او شوربة التمن والعدس هي زادنا الذي نجتمع حوله..
ملابسنا تستبدل بيننا…ضحكاتنا و مزاحنا يعلو جنبات البيوت.
كنا اكثر رقة وجمالا وعطفا..
كنا نصفق ونطير فرحا حينما يطرق بابنا طارق ونهرع اليها متسابقين…فأذا ما كان الوالد وقد اعياه العمل ..قادما يحمل بين بديه ..((رگية في الصيف ..او برتقال الشتاء)) او اكياس الحلوى والفواكه.
نهرع اليه لنعينه في تخفيف حمله..اما الام فكانت تبتسم رغم الهرج والمرج الذي يسود البيت وهي اكثر نشوة وسعادة حينما تقلب ابناءها بينها وهم يختصمون ساعة وبعدها يتصالحون…
كانت حياتنا صعبة…
لكنها جميلة …
يوم كنا لا نعرف صراعا على ورث او طمعا في حق لنا..
كل ماكنا نعرفه ونعشقه هو
اب حنون يطوف حولنا في البيت ..
وام تبتسم رغم اوجاعها و عناءها …
رغم ان بيوتنا اليوم قصورا واسعة..مبردة صيفا ودافئة شتاءا..و مؤثثة وواسعة
وطعامنا صار اكثر دسومة ونكهة وملابسنا..صارت اكثر جمالا ونعومة
لكن سعادتنا كانت اكبر ..
واكثر…
رحم الله من كان سببا في ملء نفوسنا سعادة وحبورا
واياما جميلة…
لن تعود ….
ولن يعود..
ذلك الزمن الجميل…