طيبة العراقيون وكرمهم – ماهر نصرت

طيبة العراقيون وكرمهم – ماهر نصرت

يتميز الشعب العراقي بطيبة النفس وجنوحها الدائم نحو السلم والعفو والتسامح وهذا ما اثبته الزمن في المسيرة الكبرى لأجياله عبر القرون وتكاد تكون هذه الصفات الجميلة التي يدعوا لها الضمير الإنساني السليم أن تصبح السلوك العام الذي يتميز به هذا الشعب الطيب بحسبه ونسبه ، ويتربع على عرش هذه الصفات الحميدة صفة ( الكرم والجود ) فمن المعروف عن هذا الشعب أفراطه في الكرم والعطاء عن طيبة النفس وحسن الخاطر ، أن السبب الأول في هذه الميزة الحسنة المعروفة عنه تعود إلى قيام هذا الشعب على ارضٍ كريمة معطاء فاكتسب أفراده صفة الكرم والعطاء من فيض أرضه موطن آباءه وأجداده بعد أن حذت الأجيال المتلاحقة حذو أسلافها في هذا العطاء الدائم .. أن أرض العراق مليئة منذ القدم بالمياه العذبة  والزرع الوفير وأعداد كبيرة من فصائل الأشجار المثمرة بالإضافة إلى ملايين من النخيل الباسقات بطلعها النضيد كما جاء في القرآن الكريم بالآية 10 من سورة ق ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) . أن طبيعة النخلة هو إنتاجها الدائم بالثمر الغزير كما هو معروف عنها فتأثر الإنسان العراقي منذ القدم بهذا العطاء المتدفق مذ أن وطأت قدماه ارض بلاد ما بين النهرين أو كما تسمى في الأزمان الغابرة بــ ( ارض السواد ) لكثرة ما فيها من زرعٍٍ وحرثٍ وخيرات حتى ظهرت الأرض من مسافات بعيدة كأنها قاتمة سوداء ، إن البيئة والطبيعة الكريمة التي تحيط بالإنسان العراقي من خلال إنتاجها المتدفق مع مائها الفرات العذب القت في نفوس أهله تلك الصفة الحميدة بعد أن تأثروا بأجوائها كما تتأثر المادة الموضوعة داخل البرادات أو داخل الأفران الصناعية بالجو المحيط بها وبذلك نشأت الأجيال وسط هذا الكرم المفرط الذي يؤدي بالنفس الإنسانية  بشكل فطري إلى الطيبة والعطاء الدائم والنفس المسالمة المسامحة وهذا ما نراه مثلاً في طريقة التحية الطيبة التي يتميز بها المواطن العراقي وخاصة في المناسبات والأعياد الذي ينسى فيها خلافاته ويسعى للمصالحة عن رغبات نفسٍ تجنح إلى المسامحة برغبة تنبع من الأعماق وكذلك في طبيعة عطائه لكل من بحاجة إلى ذلك ولهذا السبب على ما اعتقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا البلد قائماً متماسكاً ليومنا هذا على الرغم من الظروف العصيبة والحروب المدمرة التي مرت به مجتمعاته منذ عهد المغول ليومنا هذا فالعراق بلد الجميع وخيراته التي لانتضب تكفي  أهله وتصل إلى الطيبين في مشارق الأرض ومغاربها ووحدة مجتمعاته  مازالت  قائمة معافات وهي مشرنقة  بأسباب العفو والرحمة  بأمرٍ من الإله الرحيم القادمة من موضعٍ ما في هذا الكون العظيم  .

مشاركة