
زواج المغتصبات – نور البدري
بينما تزف فتاة بدموع الفرح لحبيبها تزف الاخرى بدموع الحزن والخطيئة لمغتصبها، نعم اقول خطيئة وان لم تخطئ، فهي من يقاد الى منصة الاعدام بدل المجرم الحقيقي.
الاعدام ليس شــــــــنقاً فقط اطلب ان تغيـــــــروا افكاركم فللقتل طرق ابشع من الشـــــــنق، الذبح او القتل بالرصاص، فالرصاصة هنا تكون رصاصـــــة رحمة ترحـــــمها من مستقبل منفـــــــي مع مغتصب حرمــــــة حياة فتـــــاة دخلها دون طرق الباب، مجرم ذبح فتاة من فعل شــــائن لا رحمة له فيه، لكن ماذا في بلدي ؟
يرحـــــم المجــــــرم هكـــــذا وتســــــجن الفــــــتاة في بيـــت قاتلها..
أيعقل ان يصدر قانون كهذا؟
أين الانســــــانية في ذلك؟ بحق من ترتكبون هكذا؟ أيعقل ان يحكم على المغتصبة ان تتزوج من مغتصبها؟
ألم تفكروا في مشاعرها؟ وان تركتم المشاعر جانباً ألم تفكروا بالعواقب ؟
انتم تحرضون على جريمة الاغتصاب هكذا، نعم اؤكد ما قلته انكم محرضون فستفسحون المجال لكل منحرف يعجب بفتاة لا ترضى بالزواج منه فيذهب لاغتصابها كي تجبر الفتاة على الزواج به راكعة، أليست بفكرة جيدة؟
نعم هذا ماسيحصل والمنحرفون كثر في مجتمع تســـــــن فيه قوانين كهــــــذه، سأحاوركم بشخصيتين ان قلت عن لسان احــــــــدهم ان المغتصبة ربما تـــــــقتل عمداً من اهلها ان رفضت الزواج منه.
اتركِ لها حرية القرار بالقبول او الرفض..
لكن ساجيب على هذا الكلام عن لسان الاخر، وهل الموت فقط بالقتل ؟
تموت الروح احياناً وان كانت على قيد الحياة فلو حكم على المغتصب بالحبس الشاق مدى الحياة وحرمانه من الزواج لخاف الاخر قبل ان يدنوا بفعلة بشعة كهذه اقطعوا الجرم من جذوره قبل ان تفكروا بحل ليس بحل بعد الاقدام عليه، وان قلتم ستجبر الايام كسرها وتحيا من جديد، وهل يحيا الميت بعد موته في هذه الحياة ؟
وهل تجبر او تلصق زجاجة بعد كسرها؟ وان لصقت هل تعود كما كانت أم تشوّه..
نحن لسنا نحيا بغابة وان كنا بغابة فعلى القاضي ان يكون اسداً لا يخاف عواء الكلاب..
ولو خُلا الوادي من النمور لملأته الذئاب.. احكموا بالعدل خافوا الله في نساء لم يحملن اسمكم فلربما يتعرضن لمن حملن اسمكم وتكون احدى ضحايا الخراب الذي عمرتموه بفعلتكم بدل هدمه والقضاء على الفساد..
كونوا سنداً لنسائكم لا تأخذوا دور ذئب وسط الاغنام، أفقن يا نساءنا وانتفضن فأنتن انغام لحياتكن و لستن بأغنام وان كثرت الذئاب.


















