زمان جديد شتاءات أوربية ـ عبدالرزاق الربيعي

زمان جديد شتاءات أوربية ـ عبدالرزاق الربيعي
يكرر الكثير من العرب المقيمين في أوربا وزائريها ان اسوأ ما فيها شتاءاتها الباردة ذات الليالي الطويلة والامطار التي قد يستمر هطولها اياما وتكون تلك الامطار مصحوبة بتساقط ثلوج اذا زادت عن حدها قد تعطل المدارس والجامعات وتغلق الشوارع وتعرقل الحركة في تلك الشوارع.
تلك الصورة ظلت راسخة في اذهاننا طويلا وساعدت على ترسيخها الاجواء التي ترسمها الروايات والقصص والافلام الاجنبية، وصار الكثير من السائحين تجنب زيارة اوربا خلال شهور الشتاء التي قد تمتد لخمسة شهور من السنة وان ذهب احد فلن يذهب الا مضطرا كان يكون مرتبطا بعمل او التزام مجبر على ادائه.
ولكن الصورة التي رأيتها من خلال ثلاث زيارات متتالية لعدد من العواصم الاوربية في شتاء اوربا ضمن قافلة سبلة عمان الثقافية رايت ان شتاء اوربا له سحره وجمالياته، التي تنعش روح السائح وتجعله يتمتع بتلك الجماليات فمنظر سقوط الثلوج يرسم لوحات جميلة باللون الابيض اما نزول الامطار فهو يغسل الشوارع والاشجار والنوافذ بما تجود به الغيوم التي تطرز السماء وتلهب المخيلة وتجعل المشاعر تتوهج.
اما تساقط اوراق الاشجار الصفراء على الشوارع فهو مشهد يحتوي على الكثير من الجمال حيث ترسم هذه الاوراق تشكيلات صفراء على الارصفة تغري السائح بالتقاط الصور
هذه الصورة قد يرى المقيم في تلك البلدان رومانسية مبالغا بها لكنني انظر لها بعين السائح الشرقي الذي يرى في الحضور الكثيف المتكرر للشمس الغاء لاجواء تجعل الانسان يعود الى ذاته ليتأمل تفاصيلها وأسرارها وهذا لن يتحقق له الا بعد ان يحيط به البرد فيجد نفسه قابعا في زاوية بمقهى او غرفة بفندق ناشدا الدفء زارعا عينيه في السنة النار التي تجعل الروح هائمة في عوالم غائصة في بحر الاسرار.
AZP20
RZRB

مشاركة