زمان جديد الديك …. تاتور

زمان جديد الديك …. تاتور
بلاسم الضاحي
أستوقفتني قصة قصيرة لقاص شاب اعرفه كنت قرأتها صدفة من على شاشة صديقنا الحميم والجديد فيس بوك ومثلما تلاعب الفنانون والقصاصون والشعراء ببنية هذه المفردة فيسبوك فشرقوا بها وغربوا وحوروا وأضافوا وحذفوا وتصرفوا بها كل حسب رغبته وهواه فمثلا حورها احدهم الى فلوس بوك كي تعطي دلالة كوميدية لحالة يقصدها الأخ المحور،، شاء لهذا القاص ان يأتينا بما يشبه هذا التلاعب فأوجد بنية أخرى لمصطلح آخر فقد زاوج بشكل جميل في متن قصته بين الديك والديكتاتور فطلع علينا باضافة مهمة لقاموسنا اليومي وملخص حكاية هذه القصة ان ديكا سمينا ومعافى يمتلكه جار صاحبنا الذي يعود عادة من عمله اول الليل فما ان يريد ان يهجع حتى يستأنف ذلك الديك صياحه المتواصل غير المنقطع، فتارة يخط بجناحيه وأخرى يمد بصوته ويلونه، أما صاحبنا فما عليه سوى ان يتقلب في فراشه بعد ان تبوء كل محاولاته في غلق الأبواب والنوافذ بالفشل كونها لم تنجح في التقليل من ضجيج ذلك الديك المعافى وفي مشورة من زوجة صاحبنا التي أشارت عليه بأن يذهب الى بيت جاره ويخبره بمصيبته أو يشتري منه الديك ليتخلص من ضجيجه المقلق وبالمرة يكون قد امن زعل الجار العزيز وتخلص من صوت ديكه وفعلا عمل بتلك المشورة وذهب الى بيت جاره الذي استقبله مرحبا ومهلهلا وبعد هذا الترحيب اقسم ان لا يغادر البيت الا بعد ان يتعشى معه، ذعن صاحبنا لما أراده جاره لكنه مشدود ينتظر ان يسمع صوت الديك كي يفتح الموضوع مع صاحبه وطال الانتظار دون ان يسمع صوت الديك هذه الليلة وتساءل مع نفسه ترى، لماذا لم يصح هذا الديك صيحته المعهودة والليل اقترب من منتصفه؟ مما اضطره ان يسأل جاره فصادف ان يتزامن سؤاله مع تقديم مائدة العشاء قائلا أبو فلان اليوم الديك ما له صوت شنو قضيته ؟
ضحك الجار قائلا الديك ؟ هذا هو الديك. وأشار الى صحون مائدة العشاء التي سطـّرت أمام صاحبنا
شنو ذبحتوه؟
نعم …. فقد علمت ان صوته يزعج الآخرين ويقلق راحتهم واستقرارهم.
فرح صاحبنا وكتم سره وخرج مودعا وشاكرا جاره على هذه الوليمة الدسمة التي ملأت بطنه وأثلجت صدره وذهب الى بيته مبشرا زوجته ومسرعا كي يعوّض ما فاته من نوم في أيام غابرة كانت قد أرهقته وما ان اسلم جفنيه للكرى حتى توالت على أذنيه آلاف الأصوات لآلاف الديكة فز مرعوبا فزعا ظنا منه انه في حلم مزعج اوكان قد تعرض لكابوس نتيجة لتعب الليالي المنصرمة، غير ان الأصوات بقيت تترى على أذنيه فأيقن انه في علم وليس في حلم، فخرج الى فناء داره والأصوات لم تنقطع، وخرج الى الشارع والأصوات في ازدياد جن جنونه وذهب مسرعا الى بيت جاره ليخبره بتلك الأصوات قائلا أبو فلان تسمع هذه الأصوات؟
قال نعم
قال بالأمس كنا لم نسمع سوى صوت ديككم وقلت ذبحته وأكلناه سوية ما خبر هذه الديكة وهي تصيح صيحاتها المقرفة؟
قال جاره نعم يا جاري لقد كان ديكي ديك … تاتور ما أن ذبحته حتى ظهر بعده من لم يعد يخافه لذلك كثرت الأصوات ولا يوجد من يسكتها …
يا للمصادفة الجميلة ما أشبه هذه الحكاية بواقعنا اليومي لقد تخلصنا من ديك …. تاتور وجاءنا ألف ديك …. تاتور المشكلة كيف نتخلص من ضجيج أصواتهم؟ وكيف لنا ان ننام بعد عناء يوم عمل مضني؟ أم نتأمل ان يظهر من بين هذه الآلاف من الديك …. تاتور
ديك …. تاتور………. آخر ويسكتها ؟؟؟
/4/2012 Issue 4177 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4177 التاريخ 18»4»2012
AZP20

مشاركة