رجال القضاء بين العدالة والترهيب
القاضي ينطق بالحق عند تصويب القرار وتقرير العدالة في الاحكام الناطقة باسم الوحدة الكلية للشعب وينتصر حتما الى أمر ربه سبحانه وموجبات ضميره التي يصعب قهرها حال الفصل بين الخصوم ايا كانوا او يكونوا هذه طبيعة مجسمة خير تجسيم في البناء الشخصي لمن اوكلت اليه مصائر العباد والوهاد ، فلا رقيب ولا حسيب على اجتهاد القاضي إلا القانون وما رسمه من آليات الطعن في الاحكام امام المحاكم الاعلى درجة ، ويخطأ التصور من يعتقد عكس ذلك سواءً المحكومين او الحاكمين او المجرمين المحترفين او الارهابيين ، فالقاضي الذي اختار ان يمارس احقاق الحق لأسم مبجل بلفظ الجلالة لا اعتقد مطلقا ان يحيد عن هذه المهمة الشرفية الاصعب من كل صعب والأثقل من كل الاحمال وأوزانها وأنبل الاعمال وإرهاصاتها ، ولهذا كل الثمن كبير والتضحيات جسام والاستهداف الاعمى والتصفيات بالغالي والنفيس من اجل ان تبقى العدالة شامخة بشموخ رجالات القضاء وأكيد هم الرابحون في الدنيا وآخرتها الموعودة من العلي القدير ، ان ترهيب هؤلاء الميامين وصمام آمان الشعوب وقت المحن لن تفلح في مسعاها ولن تجن إلا الخيبة واللعنة من الشعب كله ، فرجال القضاء ماضون الى حيث التخليد وهم سعداء حتى في عليين لأنهم تركوا اشرف التركات والموروثات وأنبلها على الاطلاق ألا وهي رضى الله والضمير والشعب طوبا لشهداء الحق والعدالة ، والموت ولعنات الله والتاريخ والأمة لمن انعدمت فيهم اسباب الرحمة ومقومات الوجدان وثوابت الايمان ومكامن العبادة الحقة الذين باعوا كل مستلزمات الشرف الرفيع بعد استهدافهم رجال القضاء في العراق بالتصفية او الترهيب ، ولابد لنا من استذكار مآثر الشهداء من القضاة كل حين والترحم على ارواحهم ، اننا نخوض معركة المصير ما بين الوجود او الرضوخ الى الارهاب وهذه مسؤولية صناع القرار الذين ما برحوا يمارسون شتى انواع الضغوط على المنظومة القضائية من اجل توفير الحماية للعناصر الفاسدة وعدم محاسبة الاجهزة الامنية على عجزها وفشلها في حماية رجال القضاء ، ولعل الارباك الامني والفوضى السياسية تسهم في تشجيع ضعاف النفوس من القتلة وتسهيل عملهم الاجرامي في قتل حماة القانون ومستقبل الاجيال من الضياع اضافة الى مهامهم الجليلة الاخرى ، فإذا انهارت السلطة القضائية او ضعفت نتيجة الترهيب لا سمح الله هذا يعني انهيار الدولة وان الاعتماد على القوة الفاشلة الاجهزة الامنية هو نوع من انواع الوهم للساسة ؟
سفيان عباس- تكريت
/9/2012 Issue 4298 – Date 8 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4298 التاريخ 8»9»2012
AZPPPL