دولمة ام عباس

لؤي زهرة

هل‭ ‬جربت‭ ‬ان‭ ‬تلعق‭ ‬اصابع‭ ‬يديك‭ ‬أو‭ ‬تأكلها‭  ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬فأعلم‭ ‬بأنك‭ ‬لم‭ ‬تأكل‭ ‬دولمة‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬تتذوقها‭  ‬وان‭ ‬حياتك‭ ‬ذهبت‭ ‬هباءاً‭ ‬منثورا‭ ‬لأنك‭ ‬لم‭ ‬تتذوق‭ ‬طعم‭ ‬الحياة‭  ‬طعم‭ ‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬تجتمع‭ ‬في‭ ‬دولمة‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬،‭ ‬انا‭ ‬اؤمن‭ ‬بالحكمة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬قلب‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬معدته‭ ‬وصديقي‭ ‬ابو‭ ‬عباس‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬كذلك‭ ‬لذلك‭ ‬اشعر‭ ‬بدقات‭ ‬قلبه‭ ‬قرب‭ ‬معدته‭ ‬وان‭ ‬نبضات‭ ‬معدته‭ ‬هي‭ ‬نبضات‭ ‬الحب‭ ‬التي‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭  ‬حبيبته‭ ‬تسكن‭ ‬وتتربع‭ ‬عرش‭ ‬معدته‭  ‬الحب‭ ‬عنده‭ ‬طعام‭ ‬طيب‭ ‬وعصير‭ ‬لذيذ‭ ‬واستكان‭ ‬شاي‭ ‬معمول‭ ‬بطريقة‭ ‬فنية‭ ‬هي‭ ‬شبه‭ ‬احتكار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬فلا‭ ‬تصرح‭ ‬لأحد‭ ‬بطرق‭ ‬صناعة‭ ‬الشاي‭ ‬ولا‭ ‬عمل‭ ‬الدولمة‭ ‬او‭ ‬عصير‭ ‬الفواكه‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬بمقدار‭ ‬والحاجة‭ ‬ام‭ ‬الاختراع‭ . ‬‮ ‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬تناولتُ‭ ‬الدولمة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬رفضتُ‭ ‬ان‭ ‬اغسل‭ ‬يدي‭ ‬وبقيتُ‭ ‬العق‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬رائحة‭ ‬الدولمة‭ ‬الذي‭ ‬يرد‭ ‬الروح‭ ‬ويبعث‭ ‬الامل‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬و‭ ‬كنت‭ ‬اردد‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ( ‬ايدي‭ ‬واني‭ ‬حر‭ ‬بيها‭ ) ‬،‭ ‬شعرت‭ ‬باني‭ ‬احد‭ ‬قادة‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حين‭ ‬وضعت‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬صحن‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدولمة‭ ‬امامي‭ ‬،‭ ‬انا‭ ‬حر‭ ‬وتبا‭ ‬للرجيم‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬ارددهُ‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬وانا‭ ‬انتقي‭ ‬لفات‭ ‬دولمة‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬،‭ ‬اما‭ ‬عصير‭ ‬الفواكه‭ ‬فاني‭ ‬أرتشفهُ‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬دفعات‭ ‬فتارة‭ ‬يأتي‭ ‬طعم‭ ‬الخوخ‭ ‬وتارة‭ ‬اخرى‭ ‬طعم‭ ‬الموز‭ ‬وتارة‭ ‬اخرى‭ ‬طعم‭ ‬التفاح‭ ‬وكأنها‭ ‬قد‭ ‬جمعت‭ ‬فواكه‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬واحد‭ . ‬استكانات‭ ‬الشاي‭ ‬متوالية‭ ‬عددية‭ ‬استكان‭ ‬بعد‭ ‬استكان‭ ‬بعد‭ ‬استكان‭ ‬تشعر‭ ‬بالاستكان‭ ‬الأول‭ ‬انك‭ ‬تجلس‭ ‬في‭ ‬كوبنهاكن‭ ‬وبالاستكان‭ ‬الثاني‭ ‬تشعر‭ ‬بأنك‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬جزر‭ ‬الهاواي‭ ‬والاستكان‭ ‬الثالث‭ ‬تشعر‭ ‬بأنك‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬كرين‭ ‬كارد‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ . 

مشكلتي‭ ‬اني‭ ‬امارس‭ ‬برنامج‭ ‬رجيم‭ ‬لتخفيف‭ ‬وزني‭ ‬الزائد‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يحاول‭ ‬صديقي‭ ‬ابو‭ ‬عباس‭ ‬ان‭ ‬يفشل‭ ‬مشروع‭ ‬الرجيم‭ ‬الذي‭ ‬اتبعه‭ ‬و‭ ‬لأنه‭ ‬يعرف‭ ‬دولمة‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬هي‭ ‬سر‭ ‬ضعفي‭ ‬فهو‭ ‬يقوم‭ ‬بدعوتي‭ ‬على‭ ‬وجبة‭ ‬غداء‭ ‬دولمة‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ ‬ولا‭ ‬ابرح‭ ‬مكاني‭ ‬الا‭ ‬وقد‭ ‬نسفت‭ ‬القدر‭ ‬نسفا‭ ‬وكأن‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الصحن‭ ‬فلا‭ ‬تبقي‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭ . ‬

كم‭ ‬حقدتُ‭ ‬على‭ ‬ابي‭ ‬عباس‭ ‬حين‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬بيته‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬اقضي‭ ‬عليه‭ ‬فلا‭ ‬زالت‭ ‬ثمة‭ ‬بقايا‭ ‬دولمة‭ ‬في‭ ‬الصحن‭ ‬الكبير‭ ‬وقطعة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬صحن‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ 

عند‭ ‬عودتي‭ ‬وزنت‭ ‬نفسي‭ ‬وحمدتُ‭ ‬الله‭ ‬كثيراً‭ ‬لأن‭ ‬وزني‭ ‬ازداد‭ ‬سبع‭ ‬كيلو‭ ‬غرامات‭ ‬فقط‭ . ‬

‭ ‬اشعر‭ ‬بدقات‭ ‬معدتي‭ ‬يبدو‭ ‬انني‭ ‬اشعر‭ ‬بالحب‭ ‬

تجاه‭ ‬ام‭ ‬عباس‭ . ‬

مشاركة