خبراء وسياسيون: إدانة الأمم المتحدة للنظام السوري رسائل إلي روسيا والصين

خبراء وسياسيون: إدانة الأمم المتحدة للنظام السوري رسائل إلي روسيا والصين
نيويورك ــ الزمان
اعتبر عدد من الدبلوماسيين والمحللين السياسيين ان التصويت بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة علي قرار ادانة النظام السوري يرسل بثلاث رسائل “قوية ولا لبس فيها” الي الشعب السوري والي حكومته والي روسيا والصين. واوضح هؤلاء الدبلوماسيون والمحللون في تصريحات متفرقة للصحافيين هنا الليلة قبل الماضية ان الرسالة الأولي موجهة الي الشعب السوري بأن المجتمع الدولي لن يخذله.
والرسالة الثانية موجهة للنظام السوري بأن المجتمع الدولي لن يستريح حتي تتوقف الهجمات الدموية علي الشعب السوري والتي استمرت 11 شهرا.
اما الرسالة الثالثة الي روسيا والصين فهي انهما لم تكونا معزولتين في أي وقت مضي كما في الوقت الحاضر بعد ان استخدمتا حق النقض »فيتو« في جلسة مجلس الأمن في الرابع من فبراير الجاري لمنع اتخاذ اي قرار ضد دمشق.
وفي رد فعل سوريا علي تأييد القرار قال سفيرها لدي الأمم المتحدة بشار الجعفري ان “حصان طروادة كشف الغطاء” حال ان عمل اعضاء الدول الغربية الذين دعموا قرار ادانة النظام السوري علي تمهيد الطريق امام تدويل الأزمة السورية.
جاء ذلك في بيان صحافي ادلي به الجعفري الليلة قبل الماضية في اعقاب تصويت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدين انتهاكات النظام السوري بحق شعبه.
واضاف “ان سوريا لم تعد ترغب في دعم جامعة الدول العربية” منتقدا مواقفها ازاء بلاده التي اعتبرها مسيئة لدمشق وتخطط للاساءة لبلدان عربية أخري.
وحذر الجعفري جميع دول مجلس التعاون الخليجي من “تداعيات دعم موقف الدول الغربية والأمم المتحدة ضد الحكومة السورية” معتبرا ان ذلك “قد يسهم في نشوب مشكلات فيها”.
واتهم الامم المتحدة بالتخاذل عن مبادئها واعتبر ان استمرار المنظمة في هذا المسار “فإن ذلك سوف يؤدي الي انهيارها لتمحو جهودها علي مدي 66 عاما مضت” مضيفا “ستكون هذه النهاية نتيجة التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين
وكانت الجمعية العامة صوتت الليلة الماضية علي قرار يدين بشدة انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها قوات النظام السوري بحق المدنيين ويدعو الي انهاء اعمال العنف والي دعم قرار جامعة الدول العربية ايجاد تسوية سلمية من خلال عملية انتقالية الي نظام سياسي ديمقراطي بقيادة سورية.
ولا يعد قرار الجمعية العامة ملزما كما قرارات مجلس الأمن الدولي وإنما يعكس رأي العالم ويحمل ثقلا معنويا.
من جهته رحب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان صحافي اصدره هنا الليلة الماضية بتصويت الجمعية العامة قائلا “ان هذه الرسالة التي طالما انتظرناها وتدعو السلطات السورية الي الالتفات الي نداء المجتمع الدولي والي صوت الشعب السوري”.
واعرب رئيس الجمعية العامة ناصر الناصر عن تبني القرار الذي قال انه “يعرض اهتمام العالم والتزامه وتضامنه مع الشعب السوري”.
وجدد الناصر “الدعوة العاجلة” الي الرئيس السوري بشار الأسد بالتعاون التام مع المجتمع الدولي من اجل تحقيق السلام والاستقرار والوحدة والديمقراطية في سوريا.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوسان رايس في بيان صحافي ان الجمعية العامة أرسلت برسالة واضحة الي شعب سوريا مفادها “ان العالم معكم.. لقد دعمت أغلبية ساحقة من اعضاء الأمم المتحدة الخطة التي تقدمت بها جامعة الدول العربية بهدف انهاء معاناة السوريين ولم يكن بشار الأسد في عزلة اكثر من الآن”.
وأتبعت رايس “ان الشعب السوري من حمص ودمشق الي حماه وادلب ومن حلب الي درعا يتعين ان يعرفوا ان امم العالم تقف الي جانبهم وتدعمهم في طريقهم الي مستقبل حر وآمن”.
واعرب سفير بريطانيا لدي الأمم المتحدة مارك ليال غرانت في تصريحات للصحافيين عن الأمل في ان “يستمع النظام السوري الي الرسالة الساحقة من المجتمع الدولي اليوم” وشدد علي ان جامعة الدول العربية تخطط لتنفيذ عملية انتقال سياسي في سوريا واصفا هذا التوجه بأنه “الخطة الوحيدة الموثوقة التي تحل هذه الأزمة بطريقة سلمية ونأمل ان يقف المجتمع الدولي بأكمله وراء جامعة الدول العربية ويساعدها في تنفيذ هذه الخطة.
وأكد ان عددا من الدول الغربية يجرون مشاورات مع دول عربية ومع اعضاء آخرين في مجلس الأمن بشأن امكانية العودة الي مجلس الأمن في الوقت المناسب.
من جهته وصف رئيس مكتب الأمم المتحدة في منظمة »هيومان رايتس ووتش« المعنية بحقوق الانسان فيليب بولوبيون في بيان صحافي تصويت الجمعية العامة بأنه “توبيخ ساحق” لروسيا والصين اللتين تحاولان حماية الحكومة السورية من الادانة الدولية.
واستدرك بولوبيون بالقول “انها رسالة واضحة الي المسؤولين السوريين بأن الغالبية العظمي من دول العالم تنشد العدالة لضحايا سوريا ووضع نهاية لظلم الحكومة السورية”.
ورأي ان موسكو وبكين بحاجة الي استيعاب “عزلتهما المتنامية ووضع حد للاعاقات التي تضعانها امام جهود مجلس الأمن من اجل وقف الاعتداءات الدموية.
فيما قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لدي منظمة العفو الدولية »امنستي« خوسيه لويس دياز ان “في الوقت الذي تحاول روسيا ودول أخري حماية سوريا فإن نتيجة تصويت اليوم تظهر انهم في عزلة متزايدة”.
وشدد علي القول انه “كان يتعين علي المجتمع الدولي منذ وقت طويل احالة الأوضاع في سوريا الي محكمة الجرائم الدولية وفرض حظر تسلح شامل وتجميد حصص بشار الأسد وغيره من المسؤولين الكبار”.
وأضاف “ان الدول التي تستمر في وقف التحركات نحو انهاء الانتهاكات الانسانية سوف تتحمل مسؤولية اراقة دماء الأبرياء” في اشارة غير مباشرة الي روسيا والصين.
/2/2012 Issue 4125 – Date 18- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4125 – التاريخ 18/2/2012
AZP02