لندن- سيدني -(أ ف ب) – اتهم السفير الصيني في لندن الخميس بريطانيا بانها “ردت في شكل مبالغ فيه” عبر الطلب من مواطنيها مغادرة الاراضي الصينية بسبب فيروس كورونا المستجد، مقللا من خطورة الوباء.
وقال لو شياومينغ في مؤتمر صحافي “آمل ان تتبنى الحكومة البريطانية وجهة نظر موضوعية ومدروسة حيال ما يحصل في الصين. لقد ابلغناها ان رد فعل مبالغا فيه ليس مفيدا. نعتقد ان لا داعي لهذا الهلع”.
والثلاثاء، اوصت الخارجية البريطانية مواطنيها بمغادرة الصين “اذا استطاعوا” بهدف الاقلال من خطر التعرض لفيروس كورونا الذي ظهر في كانون الاول/ديسمبر في وسط الصين.
واضاف السفير الصيني “علينا ان نتبادل الدعم بدل اضعاف جهود الطرف الاخر”، مؤكدا انه “يمكن السيطرة على الوباء وتجنبه وهو قابل للشفاء”.
وذكر بان بريطانيا التزمت اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية طالبا منها الاستمرار في ذلك.
وسجلت اصابة ثالثة مؤكدة بفيروس كورونا الخميس في المملكة المتحدة.
واصاب الفيروس اكثر من 28 الف شخص في الصين وتسبب بوفاة اكثر من 560 اخرين. لكن هذه الحصيلة تظل ادنى مما خلفه فيروس سارس الذي قضى جراءه 774 شخصا في العالم بين 2002 و2003.
وفي هذا السياق، قال السفير الصيني ان “اكثر من 19 مليون شخص اصيبوا هذا الموسم بالانفلونزا في الولايات المتحدة وقضى جراءها عشرة الاف شخص”.
واضاف “هذا اكثر خطورة من انتشار فيروس كورونا”.
و حذر خبراء اقتصاديون الخميس من أن وباء فيروس كورونا المستجد قد يكبد الجامعات الأسترالية خسائر بمليارات الدولارات، وذلك لأن عددا كبيرا من الطلاب الصينيين لن يستطيعوا العودة إلى أستراليا لمتابعة الدراسة.
وبالتالي يمكن لجامعات عريقة أن تخسر حوالى ثلاثة مليارات دولار أسترالي (1,85 مليار يورو) من الأقساط الدراسية، وفق تقديرات أولية لمحللين في “ستاندرد آند بورز”.
ولم يعد بإمكان الأجانب أو المقيمين الدائمين الآتين من الصين القارية العودة إلى أستراليا منذ الأول من شباط/فبراير، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الالتهاب الرئوي الفيروسي.
وظهر الوباء قبل أسابيع قليلة من بدء السنة الدراسية الجامعية في أستراليا التي تنطلق عادةً في شباط/فبراير.
وقد استفاد الكثير من الطلاب الصينيين البالغ عددهم حوالى 165000 من عطلة رأس السنة الصينية في أواخر كانون الثاني/يناير لزيارة عائلاتهم.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز في تقريرها “حساباتنا هذه لا تغطي سوى التكاليف المتعلقة بالتعليم العالي ولا تشمل التكاليف الاقتصادية للطلاب كالسكن والسياحة واستهلاك السلع والخدمات”.
ويُعد الطلاب الأجانب مصدرا حيويا للدخل في الجامعات الأسترالية، وقد نمت مساهماتهم المالية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وأستراليا هي واحدة من الوجهات الأكثر شعبية في العالم للطلاب الأجانب.
وعلّق ممثلو الطلاب لوكالة فرانس برس بالقول إن الكثير من هؤلاء الطلاب الصينيين لم يتمكنوا من العودة إلى أستراليا في الوقت المناسب لبدء العام الدراسي.
وعرضت جامعات أسترالية تأجيل سنتهم الدراسية إلى عام 2021 وتعويض تكاليف الأقساط الدراسية.
كما أخرت جامعة سيدني التاريخ المحدد لحضور الطلاب إلى الحرم الجامعي حتى 30 آذار/مارس، أي بعد أكثر من شهر من التاريخ المحدد لبدء الدروس، وهي تطبق حاليا برنامجا للتعليم من بعد.
ومن المتوقع أن تتأثر الجامعات الأسترالية بمستويات مختلفة، ولكنها ستكون قادرة على استيعاب الصدمة، على الأقل مؤقتا.
وجاء في تقرير وكالة ستاندرد آند بورز “نعتقد أن لهذه الجامعات هامش مناورة من حيث السيولة المتاحة والرافعة المالية وهوامش التشغيل لاستيعاب خسارة مؤقتة في الإيرادات”.