بريطانيا تختبر نظام الإنذار الوطني وتدرس إيواء مهاجرين في مواقع عسكرية

لندن‭- ‬الزمان‭ ‬

أطلقت‭ ‬ملايين‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬بريطانيا‭ ‬صوت‭ ‬إنذار‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬متزامن‭  ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬ظهرالأحد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اختبار‭ ‬يهدف‭ ‬للاستعداد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬الوطنية‭.‬

تسبب‭ ‬الاختبار‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬مباراة‭ ‬كريكيت‭ ‬لمنتخبي‭ ‬إنكلترا‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تأجيل‭ ‬انطلاق‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الروغبي‭ ‬لتجنب‭ ‬الانقطاع‭.‬

وفي‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعد‭ ‬الظهر‭ (‬14,00‭ ‬ت‭ ‬غ‭)‬،‭ ‬أطلقت‭ ‬الهواتف‭ ‬والأجهزة‭ ‬اللوحية‭ ‬أصواتا‭ ‬واهتزت‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬ثوان‭ ‬تقريبا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تلقى‭ ‬المستخدمون‭ ‬أيضا‭ ‬رسالة‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬اختبار‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬الثاني‭ ‬فقط‭ ‬لنظام‭ ‬التنبيه‭ ‬الوطني‭ ‬للطوارئ،‭ ‬بعد‭ ‬اختبار‭ ‬أول‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

وقد‭ ‬شرعت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬دعاية‭ ‬لتقليل‭ ‬الاضطرابات‭ ‬المحتملة،‭ ‬شملت‭ ‬إعلانات‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬السكك‭ ‬الحديد‭ ‬ولافتات‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬لإصدار‭ ‬تحذيرات‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬محلية‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭.‬

تلقت‭ ‬الأجهزة‭ ‬المتصلة‭ ‬بشبكات‭ ‬الانترنت‭ ‬من‭ ‬الجيلين‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬فقط‭ ‬التنبيه‭ ‬الأحد‭.‬

يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬فيما‭ ‬تسعى‭ ‬السلطات‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬المتطرفة‭ ‬المتكررة‭ ‬والمخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬فيما‭ ‬تدرس‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬تخصيص‭ ‬مواقع‭ ‬عسكرية‭ ‬لإيواء‭ ‬مهاجرين‭ ‬يتدفّقون‭ ‬إلى‭ ‬سواحل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬قوارب‭ ‬صغيرة‭ ‬عبر‭ ‬المانش،‭ ‬وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬الألف‭ ‬السبت‭.‬

فقد‭ ‬وصل‭ ‬نحو‭ ‬1097‭ ‬مهاجرا‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬السبت،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬عدد‭ ‬الوافدين‭ ‬عبر‭ ‬المانش‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألفا،‭ ‬بحسب‭ ‬أرقام‭ ‬أعلنتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الأحد‭.‬

وتواجه‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بزعامة‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بتعهّدها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬كما‭ ‬تتعرض‭ ‬لضغوط‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭.‬

ووصفت‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬الجديدة‭ ‬شعبانة‭ ‬محمود‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تعيينها‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬وزاري‭ ‬كبير‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبولة‮»‬‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حماية‭ ‬حدود‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬أولويتي‭ ‬كوزيرة‭ ‬للداخلية،‭ ‬وسوف‭ ‬أبحث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الخيارات‭ ‬لضبط‭ ‬نظام‭ ‬الهجرة‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬ترحيل‭ ‬المهاجرين‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا،‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬ثنائي‭ ‬أبرم‭ ‬في‭ ‬تموز‭/‬يوليو،‭ ‬ستبدأ‭ ‬‮«‬قريبا‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬جون‭ ‬هيلي‭ ‬لشبكة‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬صباح‭ ‬الأحد‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬تعمل‭ ‬‮«‬على‭ ‬الاستخدام‭ ‬المحتمل‭ ‬لمواقع‭ ‬عسكرية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬عسكرية‮»‬‭ ‬لإيواء‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬مؤقتا‭. ‬ويشكّل‭ ‬تدفّق‭ ‬المهاجرين‭ ‬عبئا‭ ‬للسلطات‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬نفسها‭ ‬مضطرة‭ ‬لإيواء‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬في‭ ‬فنادق‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬دافعي‭ ‬الضرائب‭. ‬ويتظاهر‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬محتجون‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الفنادق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬إنكلترا‭ ‬ضد‭ ‬إيواء‭ ‬المهاجرين‭.‬

وقد‭ ‬عملت‭ ‬الحكومة‭ ‬المحافظة‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬قاعدتين‭ ‬عسكريتين‭ ‬سابقتين‭ ‬تؤويان‭ ‬حاليا‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬انتقدتها‭ ‬منظمات‭ ‬لمساعدة‭ ‬المهاجرين‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬متصل،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬الجديدة‭ ‬نظراءها‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬ونيوزيلندا‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬سنوية،‭ ‬حيث‭ ‬تعتزم‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬الحليفة‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تدابير‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬الحدود‭ ‬ومكافحة‭ ‬شبكات‭ ‬تهريب‭ ‬البشر،‭ ‬وفق‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

مشاركة