الموت يغيب الشاعر والمترجم المغربي عبد السلام مصباح

 

الدار البيضاء – الزمان

نعت الأوساط الثقافية والإعلامية بالمغرب الشاعر والمترجم المغربي عبد السلام مصباح (77عاما ) ، الذي غيبه الموت بإحدى مصحات الدار البيضاء.

والشاعر عبدالسلام مصباح صاحب الأعمال الشعرية ” حاءات متمردة ” و ” في مديح اللؤلؤة الزرقاء” و ” تنويعات على باب الحاء ” تميز بصدق إبداعه وبحمولة وجدانية مستلهمة من طفولته ومن علاقته بالمكان ومسقط طفولته بطبيعته الجذابة وجمالية العبارة واختزال معانيها وتكثيفها وعمق إيحاءاتها الأندلسية ، والراحل من مواليد مدينة شفشاون عضو في اتحاد كتاب المغرب، وقد شغل فيه عضوية لجنة العضوية والتحكيم، فضلا عن عضويته في مجموعة من الجمعيات والحركات والتجمعات الثقافية والترجمية داخل المغرب وخارجه، شغل فيها مهام كثيرة ومهمة. 

وعرف الشاعر في الأوساط الثقافية والأدبية والإعلامية بانتاحه الكبير على الأدب الأسباني منذ سبعينيات القرن الماضي ونسجه لروابط الصداقة والأخوة مع شعراء عالميين وعرب رواد، وتميز بكتاباته ومساهماته العديدة والواسعة والنشر في الصحافة المغربية والعربية كما عرف بترجمته المتميزة لشعراء أسبان كبار إلى العربية .

وصدرت له مجموعة من الكتب الإبداعية والترجمات، الشعرية والمسرحية والقصصية، التي أنجزها وأغنى بها المكتبة العربية، وخاصة من اللغة الإسبانبة إلى العربية، منشورة في دور نشر مغربية وعربية.

وقد حاز شاعر الفقيد على بعض الجوائز، تتويجا لإبداعه الشعري ولترجماته، من بينها “جائزة جريدة العرب اللندنية” عام 1985، و”جائزة التكريم” من دار نعمان للثقافة عام 2005، وجائزة الشعر هاي عام 2006 و”جائزة منتدى عاطف الجندي الأدبي” عام 2013.

من قصائد الشاعر:

 

وَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ حَتَّى
رَضِيتُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بِالإِيَّــابِ
امرئ القيس

1 –
أَبْحَـرَ الطَّيْـرُ بَعِيـداً ـ
غَـابَ خَلْـفَ الرِّيـحِ
فِـي جَفْنَيْـهِ
صَـوْتُ الْحُلْـمِ غِنْـوَة .
فَـرَحٌ يُولَـدُ
ينْمُـو
يَتَنَاسَـل…
ثُـمَّ فَجْـأَة
يَفْتَـحُ الأُفْـقَ
حَيْـثُ الشَّمْـسُ
تَمْحُـو كُـلَّ ظِـلٍّ .

2 –
طَـارَ يَبْغِـي الأَنْجُـمَ الْحُبْلَـى
وَأَثْمَـارَ السَّحُـب…
ثُـمَّ عَـادَ
حَامِـلاً تَحْـتَ جَنَاحَيْـهِ الأَلَـم
وَبَنَـى الْعُـشَّ
عَلَـى أَشْـوَاكِ وَرْدَة
ثُـمَّ غَنَّـى مِـنْ فَـرَح :
طِـرْتُ شَهْـراً
طِـرْتُ عَامـاً
طِـرْتُ عَشْـرا
طِـرْتُ عُمْـراً
طِـرْتُ…حَتَّـى مَلَّنِـي
بَحْـرُ الزَّمَـن…
طِـرْتُ حَتَّـى عَافَنِـي
دِرْبُ السَّفَـر
أَزْهَـرَ الْحُـزْنُ
بِأَعْمَاقِـي شَجَـر
فَجْـأَةً عُـدْتُ
وَفْـي حُنْجُرَتِـي
مَـا يَبَقَّـى مِـنْ نَغَـم
لِلْوَطَـن،
حَيْـثُ رَغْـمَ الْفَـخِّ
رَغْـمَ الْخُنْجَـرِ
أَجِـدُ الْحَـبَّ
الْمِيَـاهَ
الـدِّفْءَ
فِـي كُـلِّ الْفُصًـول .

مشاركة