الملائكة تبكي الغريب

الملائكة تبكي الغريب
كثيرا هم الاحبة الذين تخطفهم يد المنون منا الى جنة الفردوس ونحزن على فراقهم واشد ما يحزننا عندما نسمع ان اخا لنا او اختا لنا قد فارقت الحياة او فارق الحياة وهم بدار الغربة.. حيث غاب عنهم الاهل والاقارب والمعارف والاصدقاء ويوارون الثرى بعيدا عن ارض الوطن وقد طالعت بالمصادفة عن هذا الموضوع فاحببت ان انقله لكم.. فاني قد وجدت به بعض العزاء لاولئك الذين يغادرون الدنيا في ديار الغربة.
(في الارشاد للديلي) قال رسول الله (ص): الا ادلكم على اكسل الناس وابخل الناس واسرق الناس واعجز الناس واجفى الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله فقال (ص): اكسل الناس. عبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفته ولا بلسانه.. وابخل الناس – رجل يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه.. واجفى الناس – رجل ذكرت عنده وبين يديه فلم يصل عليّ.. واعجز الناس – من عجز عن الدعاء ولاسيما اذا كان في مكان وعد الله فيه الاجابة، وفي (مفتاح البكاء) عن (جامع الاخبار) روى ان رجلا فاسقا كان في بني اسرائيل وعجزت اهل بلدته من فسقه وفجورة فتضرعوا الى الله تعالى فاوحى الى موسى ان اخرج الشاب الفاسق عن بلدهم لئلا تقع النار عليهم بسببه فجاء موسى (ع) فاخرجه.. فخرج الشاب الى مغادرة ليس فيها خلق ولا طير ولا زرع ولا وحش: فمرض الشاب في تلك المغارة وليس عنده معين يعنيه فوقع على التراب ووضع وجهه عليها.
وقال: يارب لو كانت والدتي عند رأسي لرحمتي وبكت على ذلي وغربتي ولو كان والدي حاضرا لغسلني وواراني ولو كانت زوجتي واولادي عندي لبكوا علي وقالوا: اللهم اغفر لوالدنا الغريب الضعيف العاصي المطرود من بلد الى بلد ومن قرية الى مغارة ثم خرج من الدنيا آيسا من كل الاشياء اللهم يارب اذا قطعت بي وفرقت بيني وبين والدي ووالدتي وزوجتي واولادي فلا تقطعني يا رب من رحمتك وكما اجرفت قلبي بفراقهم فلا تحرقني بنارك لاجل معصيتي يارب….
فارسل الله اليه حوراء على صفة امه، وحوراء على صفة زوجته وغلمانا على صفة اولاده وملكا على صفة ابيه فبكوا عليه وجلسوا عنده فقال الشاب: هذا والدي ووالدتي حضروا عندي فطاب قلبه وصار الى ربه فاوحى الله الى موسى يا موسى انه قد مات ولي من اوليائي في موع كذا فاذهب اليه فغسله وكفنه وصل عليه وادفنه، فسار موسى (ع) الى ذلك الموضع فرأى ذلك الشاب الذي اخرجه من المدينة ومن القرية بعينه معرفة ثم رأى الحور العين يبكين عليه فقال: يا رب أليس هو ذلك الشاب الذي امرتني باخراجه من المدينة والقرية؟ فقال الله يا موسى هو ذلك الشاب اني رحمته وتجاوزت عنه بانينه في مرضه وبفرقته عن وطنه وعن والده ووالدته وولده وزوجته واعترافه بذنبه وطلبه العفو مني والمغفرة فارسلت اليه الحوراء على صفة امه وحوراء على صفة زوجته وغلمانا على صفة اولاده وملكا على صفة والده وعفوت عنه وغرفت له لغربته وذله.
واعلم انه يا موسى اذا مات الغريب بكت عليه ملائكة السماء واهل الارض رحمة له ولغربته فكيف لا ارحمه وهو غريب وانا ارحم الراحمين فاذا مات انسان غريبا بكته السماوات واهل الارض ولو كان فاسقا.
محمد عباس اللامي
/4/2012 Issue 4179 – Date 21 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4179 التاريخ 21»4»2012
AZPPPL

مشاركة