الربيع العربي…والأمن الإسرائيلي ـ د. علي حسون لعيبي
مما لاشك فيه أن ثورات الربيع العربي خلقت وخلفت انسانا عربيا جديدا…يرفض الخنوع والمساومه والذل، والاضطهاد، وهي ثورات حقيقية رائده ضد الاننظمة العربية الفاسده التي ساهمت في تأخره مئات السنين بفعل الادارات المتخلفة والطمع والجشع في الاستيلاء على كل شي من قبل الحكام، وظهرت قناعات ورؤى جيدة فيما يخص الاحداث والوقائع السياسية في المنطقة ومنهاموضوعة الصراع العربي الاسرائيلي..الذي كان الشغل الشاغل للانظمة العربية وشماعة التنكيل والبطش بالخصوم بحجة المجابهة مع العدو الاكبر اسرائيل.
لكن اسرائيل تراقب بحذر كل التطورات التي حدثت وستحدث في المنطقة العربيه فتوقعت احدى الدراسات والتقارير المهمه مايلي توقع تقرير اسرائيلي أن يشهد العام 2013 سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتقسيم الدولة العربية الى دويلات عدة على أسس طائفية، واستمرار الاضطرابات في الشارع المصري، في ظل غياب أي بوادر لتحسن اقتصادي، مما قد يدفع الرئيس محمد مرسي، الى الارتماء في حضن الغرب، لمواجهة ثورة ثانية قد تطيح بحكم الاخوان المسلمين.
كما توقع التقرير، الذي نشر على موقع الاذاعة الاسرائيلية ، بعنوان نظرة تحليلية الى الشرق الأوسط والربيع العربي في 2013 ، أن تمتد ثورات الربيع العربي الى عدد من الممالك العربية، وفي مقدمتها الأردن وبعض الدول الخليجية، التي ستكون قدرتها على الصمود على المحك ، كما اعتبر أن العام المقبل سيكون حاسماً بالنسبة للملف النووي الايراني.
وبالنسبة للملف السوري، ذكر التقرير أن مدير مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية في تل أبيب، عوزي رابي، لا يستبعد بعد سقوط نظام الأسد، تفكك سوريا طائفياً الى ثلاث دويلات كردية وسنية وعلوية، مشيراً الى ما وصفه بـ الجيب الكردي في شمال شرقي سوريا، والى تدفق العلويين الى المناطق الساحلية، مثل طرطوس واللاذقية.
وبينما ذكر البروفسور الاسرائيلي أن السُنة قد يتمسكون بالعاصمة دمشق ومدينة حلب، فقد استبعد سيناريو مجيء معارضة تحمل طرحاً جدياً لاستقرار سوريا ما بعد الأسد، معرباً عن توقعه المزيد من سفك الدماء، وحالة من عدم الاستقرار في سوريا، والتي ستنعكس سلباً على الدول المجاورة، وربما على الشرق الأوسط برمته.
أما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، فقد اعتبر التقرير أن مصير رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، يعتمد على تقدم المسيرة السلمية، وأشار الى أن زعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس ، خالد مشعل، قد يعود زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها.
وذكر التقرير، نقلاً عن خبير شؤون الشرق الأوسط الاسرائيلي، أن العام 2013 قد يشهد مبادرات فلسطينية برعاية مصرية، للمصالحة بين حركتي حماس وفتح، لكنها ستكون مصالحة تكتيكية ليس أكثر، لأنه لا يمكن جسر الفجوات بين الحركتين، بحسب التقرير.
وبالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية، ذكر رابي أنه بدون أي انفراج دبلوماسي في ملف السلام، قد يجد عباس نفسه فاقداً لسيطرته على الضفة الغربية، التي شهدت بنهاية 2012 نوعاً من الاحتجاجات الشعبية، من شأنها أن تتحول في العام 2013 الى نوع من الانتفاضة.
الا أن التقرير لفت الى أن ما يتطلب نظرة استثنائية، هو اللاعب الجديد القديم على الساحة الفلسطينية ــ خالد مشعل ــ الذي يحاول، عن طريق استفادته من نتائج الحرب الأخيرة في غزة، اظهار نفسه زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها وعلى جناحيها، علماً بان مسقط رأس مشعل قرية سلواد، قضاء رام الله في الضفة الغربية، وعلماً بأن خلايا نائمة تابعة لحركة حماس تعمل في الضفة الغربية.
ورأى رابي أن التطورات على الساحة الفلسطينية تجبر اسرائيل على تبني خيار استراتجي، ما بين طرح مبادرة سياسية تعيد عباس الى صدارة الساحة الفلسطينية، ولكن بشكل يضطر فيه الى التفاوض جدياً، من جهة، أو من جهة اذا لم تتخذ اسرائيل مثل هذا القرار، قد يصبح مصير عباس محتوماً، وبالتالي قد تواجه اسرائيل واقعاً فلسطينياً أكثر خطورة بالنسبة اليها.
أما فيما يتعلق بالشأن المصري، فقد أشار التقرير الاسرائيلي الى أن الأزمة التي أثارها اعلان مرسي الدستوري، أظهرت أن الطريق الى الديمقراطية ما زالت طويلة ومعقدة، وأضاف أن الاخوان المسلمون انتصروا، في هذه المرحلة على الأقل، في الصراع السياسي، لكنهم اختاروا تهميش الديمقراطية لصالح فرض أجندتهم على الساحة المصرية، الأمر الذي يرفضه المثقفون والاعلام وجهاز القضاء المصري.
وتوقع البروفسور رابي استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر في العام 2013، وأنه في غياب بشرى اقتصادية.. لا أستبعد خروج الجماهير المصرية ثانية الى الشوارع ، مما يضطر الرئيس مرسي الى خلق توازنات وحلول وسط، بين المعسكرين الاسلامي والليبرالي.. وتابع أن مرسي في حاجة اليوم الى خلق القنوات الى قلوب الغرب، بالهدف الحصول على المساعدات الاقتصادية، التي يحتاج اليها لانجاح سياسته.
كما تطرق التقرير الى امتداد الاحتجاجات الى ممالك عربية في 2013، وقال ان الأنظمة الملكية العربية، ومن بينها الأردن والدول الخليجية، شهدت حالة من الاستقرار خلال العامين الأولين للربيع العربي، ولكن اليوم تتعرض هذه الأنظمة لضغوط ومطالب متزايدة من قبل الجماهير، التي قد تركز مطالبها على تغيير الدستور، وتعزيز صلاحيات البرلمان على حساب الملوك.
ولفت الى أن الأردن والمغرب شهدت مثل هذه التوجهات، ولم يستبعد، على المدى البعيد، عدم نجاح الملوك في التعامل مع الضغوط الشعبية المتزايدة، ويتوقع تحديات كبيرة للأنظمة الملكية في العام 2013.
أما بالنسبة للملف الايراني، فقد أشار التقرير الى أن العام 2013 قد يكون عام الحسم بالنسبة لايران، وذكر أن الربيع العربي انعكس سلباً على طهران، الأمر الذي لقي تعبيراً له بتعاظم قوة السنة في المنطقة على حساب الشيعة من جهة، وباضعاف حليفي طهران، الأسد ونصر الله، من جهة أخرى.
ولفت التقرير الى أن ايران تشهد، على الصعيد الداخلي، أخطر أزمة اقتصادية منذ الثورة الاسلامية عام 1979، كما أن عام 2013 سيشهد نهاية عهد أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الاسلامية، مما سيضع القيادة الايرانية أمام خيارات صعبة بشأن التعامل مع الغرب فيما يتعلق ببرنامجها النووي
ان مجمل هذه التوقعات تصب في النتيجة لصالح اسرائيل…نتيجة انشغال المنطقة العربية بصراعاتها الداخليه…التي ستخلفها ثورات الربيع العربي وبالتالي الامن الاسرائيلي سيكون في أمان تام، ويبدو أن صبغة الثورات الدينية السياسية…وتحكمها بقدرات ومقدارت الثورات…وتصريحات قادتها…أعطت الضوء الاخضر للساسة في اسرائيل…أن يؤيدوا مسارات هذه الثورات مادامت بعيده عن الامن القومي الاسرائيلي.
AZP07