الثورة ويقظة المشاعر القومية تذكيان الأزمة الصينية اليابانية

الثورة ويقظة المشاعر القومية تذكيان الأزمة الصينية اليابانية
بكين ــ طوكيو ــ الزمان
أجمع خبراء في شؤون منطقة المحيط الهادي، أن الأسباب الكامنة وراء الأزمة الصينية اليابانية، حول الجزر تعود إلى النزاع على موارد الثروة الطبيعية في المنطقة وتنامي المشاعر القومية في البلدين.
وذكر رئيس منطقة المحيط الهادي، في مركز البحوث الاستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة الأمريكية رالف كوسا ، ان الصين تقف على أهبة الاستعداد، وتتصرف بحذر شديد، متبعةً سياسة ضبط النفس ، بعد شراء محافظة طوكيو، الجزر المتنازع عليها بين البلدين.
وأكد كوسا ، أن على الصين، أن تلتزم جانب الحذر في ممارستها للضغوط على اليابان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، ستتدخل في القضية، بموجب اتفاقية الأمن المشترك الموقعة مع اليابان. من جهته أوضح أخصائي الدفاع والشؤون الخارجية في معهد كاتو ، في الولايات المتحدة الأمريكية تيد غالن كاربنتر ، أن من غير المحتمل قيام حرب، على الرغم من تصاعد التوتر بين البلدين. وأعرب خبير الشؤون الآسيوية ومنطقة الهادي الدكتور بهادر بهلوان تورك ، عن اتفاقه مع خبيري مركز البحوث الاستراتيجية والدولية ومعهد كاتو ، موضحاً أن المواقف القومية، لكلا الطرفين تساهم في الأزمة، فضلاً عن المشاكل التي يسببها الموقع الجيولوجي للجزر والموارد الطبيعية فيها. وأضاف المشاعر القومية، في اليابان والصين تتنامى بشكل كبير ، موضحاً أن التطرف القومي لدى أعضاء حكومة طوكيو. واعلنت شركتا كانون وباناسونيك اليابانيتان تعليق العمل في مصانعهما في الصين الاثنين وسط تصاعد المخاوف بسبب التظاهرات الحاشدة المعادية لطوكيو في ثاني اكبر اقتصاد عالمي بينما تحدثت صحف الصين عن احتمال فرض عقوبات على اليابان. ويدور خلاف حول جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي بين بكين وطوكيو التي يزورها وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا. وجرت تظاهرات واسعة مناوئة لليابان، اتسم بعضها بالعنف، في الصين خلال الايام القليلة الماضية بسبب الخلاف على الجزر المعروفة في بكين باسم دياويو وفي طوكيو باسم سينكاكو. وتؤكد كل من اليابان والصين احقيتها في تلك الجزر التي تسيطر عليها اليابان. ويتوقع ان تشهد الصين موجة جديدة من التظاهرات الثلاثاء تتزامن مع ذكرى حادث موكدين الذي وقع عام 1931 وادى الى غزو اليابان لمنشوريا، والذي تحييه الصين كل عام. واعلنت شركة كانون لصناعة الكاميرات واجهزة الكمبيوتر انها علقت عملياتها في ثلاثة مصانع في جنوب وشرق الصين الاثنين والثلاثاء لضمان سلامة جميع موظينا العاملين هناك . اما شركة باناسونيك فاعلنت تعليق اعمالها في مصنع في كينغداو في شمال شرق الصين للوقت الحالي بعد نشوب حريق. وتعد الصين اكبر شريك تجاري لليابان، وياتي وقف عمليات الشركتين فيما حذرت وسائل الاعلام الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني من ان الاقتصاد الياباني يمكن ان يعاني لمدة عشرين عاما اذا اختارت بكين فرض عقوبات عليها بسبب الخلاف على الجزر. ويمكن ان يؤدي اي خلاف مالي بين البلدين اللذين يعدان اكبر اقتصادين في اسيا الى تباطؤ النمو في قارة اسيا التي تعول عليها كبرى الدول الغربية لدفع نمو الاقتصاد العالمي المتباطئ. وترتبط الصين واليابان بعلاقات تجارة واعمال قوية، حيث تستثمر العديد من الشركات اليابانية في الصين، وبلغ حجم التجارة الاجمالي 342,9 مليار دولار العام الماضي، طبقا لارقام صينية. الا ان العلاقات السياسية بينهما عادة ما تتسم بالتوتر بسبب الخلافات على الاراضي والاستياء الصيني من النزاعات والفظائع التي حدثت في السابق. وتصاعد الخلاف حول الجزر الاسبوع الماضي عندما اشترت الحكومة اليابانية الجزر الثلاث اي انها اممتها فعليا، وردت الصين بارسال سفن للقيام بدوريات في المياه المحيطة بتلك الجزر. وعقب اجتماعات في طوكيو مع عدد من كبار المسؤولين، دعا بانيتا الذي توجه لاحقا الى بكين جميع الاطراف الى الهدوء وضبط النفس بعدما حذر الاحد من ان اي قرار خاطئ من احد الجانبين يمكن ان يؤدي الى اشعال العنف . من جهته، صرح وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا ان التظاهرات المعادية لليابان تنتشر على نطاق غير مسبوق . وترتبط واشنطن بمعاهدة دفاع مع اليابان وصرح بانيتا للصحافيين ان التزام واشنطن بهذه المعاهدة ثابت وقوي. واضاف غيمبا بالطبع فاننا نتمسك بالتزاماتنا بموجب المعاهدة، فهي التزامات طويلة الامد ولا تتغير . الا انه قال ان الولايات المتحدة تتبنى سياسة عدم اتخاذ موقف بشان النزاع على الجزر. واضاف من مصلحة الجميع ان تحافظ اليابان والصين على علاقات طيبة والعثور على طريقة لتجنب المزيد من التصعيد . وفي بكين تجمع نحو 100 متظاهر في مجموعتين امام السفارة اليابانية وسط تواجد امني كثيف الاثنين، وقاموا بالسير امام المبنى ورشقه بزجاجات الماء فيما شوهدت مروحية تحلق مرارا فوق المتظاهرين. وحثت السفارة مواطنيها على مراعاة الحذر وعدم السير لوحدهم وعدم التحدث باليابانية بصوت عال، بحسب ما صرح المسؤول القنصلي كيجي كامي لفرانس برس. وحول احتمال فرض عقوبات اقتصادية على اليابان، قالت صحيفة الشعب الصينية اليومية في اجواء الخلاف الذي يتعلق بسيادة الاراضي، اذا استمرت اليابان في استفزازاتها، فان الصين ستلجأ حتما ستدخل في النزاع . ويعاني الاقتصاد الياباني من تبعات الازمة المالية العالمية واثار الزلزال الذي هز البلاد في 2011.
وقالت الصحيفة ان الاقتصاد الياباني يعاني من نقص حصانته امام الاجراءات الاقتصادية الصينية الا انها اضافت انه نظرا للاعتماد الاقتصادي المتبادل بين البلدين، فان العقوبات ستكون ذات حدين بالنسبة للصين. وقالت الصحيفة في مقالها الذي نشر في نسختها المخصصة للتوزيع خارج البلاد، ان من بين الاهداف المحتملة للعقوبات الصينية القطاعات المالية والصادرات والاستثمارات في الصين. واضافت ان واردات الموارد الاستراتيجية يمكن كذلك ان تتاثر بالعقوبات، في اشارة الى المعادن النفيسة المستخدمة في المنتجات المتطورة مثل اجهزة ايباد وهواتف ايفون. وتساءلت الصحيفة هل تفضل اليابان ان تخسر عشر سنوات اخرى، وهل هي مستعدة لان تعود الى الخلف 20 عاما . وكانت اليابان خسرت للصين لقبها ثاني اكبر اقتصاد في العالم في 2010.
وسجلت اسهم الشركات الصينية التي ترتبط بعلاقات مع شركات يابانية انخفاضا في بورصة شنغهاي بعد ان اقبل المستثمرون على البيع خشية ان يضر النزاع على الجزر بالطلب على منتجاتها.
وتحل في 29 ايلول الذكرى الاربعين لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان في اسوأ ظروف ممكنة حيث يسجل اكبر تدهور منذ ذلك الحين في الاوضاع بين البلدين اللذين يرتبطان بتاريخ اليم وعلاقات اقتصادية هامة.
وفي صلب هذا التدهور الذي ادى في الايام الاخيرة الى تظاهرات معارضة لليابان اتسم بعضها بالعنف، نزاع قديم بين البلدين حول السيطرة على ارخبيل غير ماهول في بحر الصين الشرقي يعرف بجزر سينكاكو في اليابان التي تسيطر عليها وجزر دياويو في الصين التي تطالب باستعادتها.
ويتخذ البلدان منذ عدة اسابيع مواقف شديدة من خلال تنظيم او تشجيع رحلات بحرية حول الارخبيل الواقع على بعد حوالى 200 كلم شرق سواحل تايوان، البلد الثالث الذي يطالب ايضا بالجزر، وعلى بعد 400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا جنوب اليابان.
وما اجج النزاع قيام الحكومة اليابانية الثلاثاء الماضي بشراء هذه الجزر من مالكها. وقررت بكين على الفور ارسال عدة بوارج الى الموقع لاظهار ملكية الصين لهذه الجزر والتاكيد على ان الصين لن تتخلى ابدا عن اي شبر منها بحسب تعبير رئيس الوزراء ون جياباو.
وترى طوكيو ان هذه الخطوة عمل خطير غير مسبوق غير ان ايا من البلدين لا يظهر اي استعداد للتراجع عن موقفه.
من جهة اخرى اعلنت الاذاعة الوطنية الصينية ان الف زورق صيد تستعد للابحار الى المياه الغنية بالاسماك المحيطة بالارخبيل ما ان يبدأ موسم الصيد من جديد. وبموازاة ذلك جرت تظاهرات كثيرة معادية لليابان بعضها كان عنيفا في عدد من المدن الصينية بينها بكين. وفي مواجهة هذا الوضع حض رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الاحد بكين على ضمان حماية رعايا اليابان. والاثنين ندد وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا بهذه التظاهرات التي بلغت مستوى لم نشهده من قبل وتحول بعضها الى اعمال شغب . ومع تفاقم الوضع يبدو بعيدا يوم السادس من ايار 2011 عندما دعا المسؤول الكبير في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي يوانشاو الى توسيع التعاون في جميع المجالات وتوطيد الصداقة بين الامتين واحلال اجواء طيبة قبل حلول الذكرى الاربعين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية. والغي عدد من الاحتفالات المقررة فيما اضطرت بعض الشركات اليابانية العاملة في اليابان الى اغلاق مكاتبها بشكل موقت. واثارت هذه التظاهرات ذات الطابع القومي على خلفية اعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية انتخابات مبكرة في اليابان وتجديد القيادة الصينية لعقد جديد القلق في الخارج، بدءا بالولايات المتحدة الحليفة الاولى لليابان التي باتت تحذر من مخاطر نشوب حرب. واعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الاحد اشعر بالقلق حين ارى بلدانا تنخرط في استفزازات متعددة قد تؤدي الى اعمال عنف او في نهاية المطاف الى نزاع . وحذر في بداية جولة اسيوية تتخللها محطة في الصين من ان هذا النزاع قد يمتد . من جهته اعلن وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا ان اليابان ستحافظ على هدوءها وستتعاون مع الولايات المتحدة حتى لا تتاثر العلاقات بين اليابان والصين بشكل بالغ جراء الازمة الحالية. لكن في ظل الاجواء المحتدمة المخيمة، فان ادنى حادث يمكن ان يتخذ ابعادا كبرى ويتحول الى ذريعة تؤجج التوتر وتعيد فتح جروح الماضي.
وفي 15 آب الماضي في ذكرى استسلام اليابان عام 1945، احتجت بكين بشدة على زيارة وزيرين يابانيين لنصب ياسوكوني في طوكيو الذي يعتبره الصينيون والكوريون رمزا للنزعة العسكرية اليابانية. ويخشى من تصاعد موجة المعاداة لليابان الثلاثاء في الصين مع حلول ذكرى حادثة موكدين التي افتعلتها اليابان عام 1931 وشكلت ذريعة لاجتياح منشوريا شمال شرق الصين تمهيدا لاحتلال العديد من المناطق الصينية مع ما واكب ذلك من تجاوزات وعنف. من جانبه دعا وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الاثنين الى حل دبلوماسي للخلاف بين الصين واليابان بشان ارخبيل صغير وذلك بعدما حذر من احتمال ان يتحول الخلاف نزاع. وقال بانيتا بعد اجتماعه بوزيري الخارجية والدفاع اليابانيين كويشيرو غيمبا وساتوشي ماريموتو بالتاكيد نحن قلقون من التظاهرات والخلاف على جزر سينكاكو الواقعة في بحر الصين الشرقية وتطلق عليها بكين اسم دياويو. ودعا اثناء المحطة اليابانية لجولته الاسيوية كافة الاطراف الى الهدوء وضبط النفس . وقال من المهم جدا استخدام الوسائل الدبلوماسية من الجانبين لمحاولة الرد بشكل بناء على هذه القضايا . وشدد الوزير الأمريكي على انه من مصلحة الجميع ان تحتفظ اليابان والصين بعلاقات جيدة وان يتم التوصل الى وسيلة لتفادي المواجهة . واضاف ان التزام الولايات المتحدة تجاه اليابان بموجب اتفاقية دفاع متبادل، ثابت. وقال نحن نحترم التزاماتنا المرتبطة بالمعاهدات وهي قائمة منذ امد بعيد ولن تتغير . وتنشر الولايات المتحدة نحو 47 ألف جندي في الاراضي اليابانية. غير ان سياسة واشنطن تقوم عادة على عدم الانحياز في النزاعات الحدودية، بحسب ما ذكر بانيتا. وكان بانيتا الذي وصل الاحد الى طوكيو عبر عن قلقه لرؤية بلدان تنخرط في استفزازات متعددة قد تؤدي الى اعمال عنف او في نهاية المطاف الى نزاع . والتقى بانيتا الاثنين وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا ووزير الدفاع ساتوشي ماريموتو. وقال وزير الخارجية الياباني بعد اللقاء تنتشر التظاهرات المناهضة لليابان على نطاق غير مسبوق. ومن المؤسف حقا اصابة مؤسسات يابانية باضرار كبيرة . واضاف ساطلب مجددا من الحكومة الصينية اتخاذ الاجراءات المناسبة. وآمل ان يتم احترام القانون والنظام . وقال غيمبا لبانيتا ان اليابان تسعى الى احتواء الخلاف مع الصين بشان ارخبيل صغير في بحر الصين الشرقية يسميه الصينيون دياويو واليابانيين سينكاكو. واضاف الوزير نحن متفقان على ان تتعاون اليايان والولايات المتحدة حتى لا تتاثر العلاقات بين اليابان والصين بشكل دائم . ويعتقد ان الارخبيل المتنازع بشانه بين طوكيو وبكين يضم ثروات سمكية ونفطية. وهو موضع مطالبة ايضا من تايوان. وادى قرار الحكومة اليابانية الاسبوع الماضي شراء الارخبيل من مالكها الى رد فعل قوي من الصين التي ارسلت عدة بوارج للقيام بدوريات لساعات في الموقع لاظهار ملكية الصين لهذه الجزر. وشهدت مدن صينية عدة تظاهرات مناهضة لليابان ما دفع رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الى مطالبة السلطات الصينية بحماية المواطنين اليابانيين. ولم تكن جولة بانيتا الاسيوية التي تشمل ايضا الصين ونيوزيلندا في الاصل تشمل اليابان التي اضيفت بسبب التوتر مع الصين، بحسب محللين.
AZP07

مشاركة