
التظاهرات الشعبية – لؤي الشقاقي
الحدث الابرز في الساحة العراقية الان هي التظاهرات الشعبية وقد اصبحت الشغل الشاغل حتى طغت وغطت على كثير من المواضيع الشائكة والمهمة وعلى رأسها الانتخابات ونتائجها وتشكيل الحكومة والخ ، الحكومة لاتهتم بما يجري ولا يهمها كل ما يحصل لكونها تعلم ان التغيير لن يحصل (على الاقل بيد عراقية) وكل مايجري يصب في صالحها على عكس ما يرى الكثيرون ولعدة اسباب لدرجة تتصور فيها انها تعرف متى توقفها وترجع الحال لما كان عليه بعد ان تمرر ماتريد وتكمل ما خططت له في هذه المرحلة (دائماً ماكان العبادي يذهب الى اللامبالاة في حل الازمات والهروب من المواجهة ،والحكومات المتعاقبة في النهاية تلجأ عندما تقع في مأزق شديد لعصا موسى التي ماخيبت ظنهم سابقاً وابر التخدير التي لازال مفعولها سحرياً) ولكن اتمنى ان يخيب ظنهم هذه المرة وينقلب سحرهم عليهم .
الحكومة كثيراً ماتراهن على التيار الديني وتظن انه عند مرحلة معينه سيحتوي كل التيارات الاخرى ويبلعها في كرشه المنتفخ، وتضع ثقتها في الرموز الدينية لانها تعرف بان لها قدسية واتباعاً ومناصرين مما يسمح لهم ببسط سيطرتهم على الناس وتهدئتهم ولكنها تغفل عن ان للغضب رياحاً ان هبت اطفأت سراج العقل والقلب والعين الشباب اليوم وصل الى مرحلة لم يعد يرى اي امل ولم يعد يثق بأي احد (وهذا ذاته انتصار للحكومة لانها عرفت كيف تشتت الشعب فلا قيادة موحدة للتظاهرات تجمعهم على كلمة واحدة وليس هناك هدف واضح يجتمع عليه الكل والشعارات ضبابية) ومطالبهم في اغلبها غير قابلة للتحقيق وهذا ما يجعل موقف الحكومة اقوى فلا يمكن للحكومة ان توفر فرص عمل للجميع ولا كهرباء ولا ماء ولا خدمات خلال ايام معدودة .
ولان وعودها لم تعد تجدي نفعاً والمرض قد تمكن من كل الجسد فعلى الشباب ان يوحدوا مطالبهم في شيئين فقط وهو اخراج الفاسدين ووضع خطط حقيقية ومعلنة لتوفير الخدمات لان اخراج الفاسدين هو اول خطوات النجاح بل افضلها واهمها على الاطلاق (تنظيف الجرح مقدم على علاجه) وعلى الحكومة ان تستجيب وان تسعى للتهدئة وتضع خططاً لتنفيذ المطالب بشكل عاجل وحقيقي من خلال الاتفاق مع دول الجوار لتزويد العراق بما يحتاجه من طاقة كهربائية لتجاوز هذا الصيف والاتفاق لنصب محطات للاعوام القادمة ونصب محطات مؤقته ومتنقلة لتحلية المياه ووضع جدول غير معلن لاخراج الفاسدين من اجهزة الدولة تباعاً وبدءاً بالرؤوس الكبيرة.


















