البصرة بوابة التغيير – جاسم مراد

البصرة بوابة التغيير – جاسم مراد

من البصرة بدأت الغزوات الاستعمارية البريطانية للعراق عام 1917 وفي البصرة انطلقت الانتفاضات الشعبية وكان اخرها عام  1991 ومن البصرة ايضا بدأ خرق بطون انابيب النفط ونهب موارد البترول وبيعها الى ايران ودول الخليج بابخس الاسعار لمصلحة شلة مارقة لاتحترم الوطن وتستهزء بالمواطن . البصرة ، بالرغم من وجعها وشحة اهتمام الحكام بها ، ظلت محافظة على طيب اهلها وكرم ودماثة اخلاقهم في الماضي والحاضر، نحن في زمن ليس فيه غطاء لأحد سلطان كان أم مواطن ، فعصر التقدم التكنلوجي كشف الجميع ، لذلك يمكن القول ، فان الذين ينكرون على بغداد عاصمة الرشيد ، فالاجدر بهم ان يحموا أهل البصرة من الموت بسبب العطش أو الرصاص المدافع عن سلطات جائرة ، وهم انفسهم قد حكموا البصرة عدة سنوات دون ان يحققوا لأهل البصرة ماءا للشرب وفرصة عمل من اجل كسب الخبز . لقد اثبتت كل المتغيرات على مدى السنوات الطويلة الماضية ، بان دعاة خدمة الناس ، ماهم سوى طلاب لحظة الاستفادة ، فليس لهم علاقة لا بحاجة الوطن ، ولا بالمطالب الحقوقية للناس ، سيما عندما تتحقق الرغبة في الوصول للهدف المنشود وهو موقع سلطة الاستفادة ، ولو كان الأمر غير ذلك لتحقق على أقل تقدير ماء الشرب للمواطنين . ليس هناك نكران للجميل مثل حكام العراق لأهالي البصرة ، ليس في هذا العهد وحده ، بل ماسبقة من عهود ، فالانظمة بكل صرفياتها العامة والخاصة ، ومحضياتهم الريفية وتحضرت ، والمدنية تأمركت ، كل ذلك من خيرات البصرة النفطية والغازية والزراعية وطرق التواصل البحري مع العالم ، كله من البصرة ، وعن طريق البصرة . من المفيد استذكار حقيقة اساسية ، وهي ان شعب البصرة يمتلك من الصبر وحلم الاتقياء مالا يمتلكه غيرة ، ولكنه في ذات الوقت لدية من العزيمة وشجاعة الاقتحام تشهد له تواريخ تكوينه ، فلقد اعطت السلطة وعودا مؤرخة لتحقيق وصول الماء الصالح للشرب لمدينة البصرة واقضيتها ونواحيها ، كما اكدت نسب محسوبة لتشغيل العاطلين من الخريجين والشباب في العديد من المؤسسات البصرية النفطية والاخراجية وغيرها من المعامل ، وهذه المواعيد ترتب على الحاكمين مشروطية القول ( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ) فهل تفي الحكومة ومجلس محافظة البصرة بوعودها . هناك احاديث تجري بين سكان البصرة والعديد من الناس بعظهم يشتغل في مؤسسات النفط التابعة لوزارة النفط ، والبعض الأخر قريب جدا من الحالة ، بأن المتنفذين من الاحزاب ( والبلطجية ) من الكيانات يقومون ببقر بطون انابيب النفط وسرقته وبيعه الى الدول المجاورة باسعار رخيصة ، وقد تم متابعة هذا الموضوع وكشف العديد من هذه السرقات واصلاح الانابيب والغاء الصوندات الناقلة للنفط الى الحاويات الحوضية ، لكنه لم تتم محاسبة أي شخص خوفا من العشيرة وازلام الاحزاب والكيانات . البصرة تنتظر تحقيق الوعود ، ودون ذلك لا أحد يعتب على اهالي البصرة ، لأنه ليس من المعقول بالمطلق في القرن الواحد والعشرين الذي تفكر فيه بعض الدول السكن بالمريخ ، وسكان البصرة يتضورون جوعا وعطشا ..وليتذكر الجميع بان الاحداث التغييرية الكبرى بدأت من البصرة ..