
الانتظار المؤلم – جاسم مراد
على مدى ستة عشرعاما ، كان الجميع ينتظر ، وفي الانتخابات الاخيرة ومارافقها من شكوك شبه مؤكدة بالتزوير ، ورفض شعبي واسع بالمشاركة ، إلا إن الانتظار على أمل التغيير ، وتأسيس لبناء دولة المواطنة القوية المهابة كان واحدا من امال الناس ، والأمل الأخر الذي لايقل اهمية ، هو مغادرة المحاصصة والمذهبية والعرقية ، كانت تلك الامال ومايرافقها بعد إذن احترام العراق وتلبية جزءا من رغبات الناس في البناء والتعمير . ستة عشر عاما والجميع ينتظر من الهور للمدينة ، دون ان يتحقق شيئا ، وقلنا إن منظمتي الارهاب ، المسلح والمالي ، مضافا لهما المحاصصة ، حتما ستندحر سيما بعد الحراك الشعبي الواسع ، ومواقف كل الاطرلااف المستجيبة لهذه المطالب الشعبية . في حقيقة الأمر الارهاب المسلح الاحتلالي قد اندحر بتضحيات الاف العراقيين ، بقي الاخطر هو الارهاب المالي والابتزاز الطائفي العرقي . الكل تحدث الناهب والمنهوب ببناء سلطة وطنية قوية واعطاء رئيس الوزراء المتفق علية صلاحية تشكيل حكومة من التكنوقراط أو حكومة وطنية يختار شخصياتها رئيس الوزراء ويتحمل هو المسؤوليات لكي يمضي ببرنامج البناء والخدمات وتعمير بغداد والمدن المخربة ويحد من افة النهب والتحايل على المال العام وحقوق المواطنة . لكنه على وفق المجريات السياسية الراهنة ، فأن عودة حليمة لعاداتها القديمة لازالت هي المسيطرة على الاوضاع القائمة فبعض الاطراف إن لم تكن جلها تريد حصصا في التشكيلة الوزارية ، وهذه الاطراف تتلاعب بصيغ التشكيلة الوزارية ، فتارة تطرح هي من تمتلك عناصر التكنوقراط ، وتارة اخرى هي من فازت وتريد حصتها من هذا الفوز . هذا الوضع دفع برئيس الوزراء المتفق علية أن يطرح فكرة الأستيزار في المزاد المحلي لكي يتجنب الضغوط السياسية والشخصية والمذهبية والعرقية ، وحسب مانقل موقعه الالكتروني الخاص ، جاء المئات يطلبون المشاركة في الحكومة ، وهذه الفكرة كما نعتقد هي الاولى في التاريخ العراقي المعاصر ، فهي تعبر عن مدى تكالب هذه الكيانات والاحزاب على السلطة ، وتكشف في ذات الوقت ليس هناك رغبة في انتقال العراق لحالته الطبيعية كقوة بناءة داخليا وفي المحيط الخارجي ، وهنا يمكننا السؤال اين كانت تلك الاحزاب والكتل من توكنقراطية ازلامها طيلة السنوات الطويلة الماضية ..؟ كان الشعب يراهن على المواقف التي سبقت الانتخابات ، بان تغييرا حقيقيا سيتحقق ، وسيتحقق الجزء الاكبر من مطالب الجماهير ، ولكن تشوفات المراقبين بان الوضع الراهن لن يختلف كثيرا عما سبقه ، وان التنافس على المناصب الوزارية سيتغلب على ضرورات الوطنية في بناء الدولة . نعتقد إن رئيس الوزراء المكلف ليس مستعدا أن يكون كبش الفداء من اجل كيانات سياسية لايهمها سوى السلطة . ونعتقد يتوجب على رئيس الوزراء ان يكون واضحا بينه وبين الشعب، فإذا عجز عن تحقيق سلطة وطنية باختياره وبكفاءات وازنة وامينة ومخلصة في عملها ، أن صارح الشعب ، وإذا كان حزبا من الاحزاب أو كيانا سياسيا بعينه يصر على المحاصصة بحجة حقه الانتخابي فلابد من تجاوزه وتشكيل الحكومة ، فالانتظار المؤلم يتحول الى ثورة شعبية ، ولا أحد من كل الكيانات السياسية يمكن أن يحسب الانتظار المؤلم استسلام . فالعراقيون معروفون بتراكم الغضب ، والخشية كل الخشية من الحليم إذا غضب ..


















