
الإختيار الألكتروني .. إبتكار أم إضطرار ؟ – احمد جبار غرب
هل من سبيل لاختيار مستقلين مؤهلين لتكليفهم بالوزارات؟ صحيح ان اسلوب البريد الا لكتروني اثار السخرية لدى البعض الذي لم يدر بخلده ان يقوم رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة بهذه الطريقة الجديدة علما ان هذا الاسلوب يطرق لاول مرة في العالم ولا اعلم ان كان قد عمل به في اي بلد آخر ام لا وتستخدمه الدوائر الحكومية احيانا اذا مازاد العدد على المحدود من طلبات التعيين لاستخلاص الاعداد المؤهلة والتي تستحق وفق ملفاتها ،علما ان مافعله ربما يخص وزارات التيار الصدري لحين التفاهم مع باقي الكتل وهو امام كاسر اعلامي رهيب يحسب عليه انفاسه في طروحات مابين اخفاقه وعجزه في النجاح او التفاؤل في بناء نواة اسس الدولة الحديثة معتمدا على استخلاص الفشل المتراكم عبر سنين مصبوغة بالوان صارخة احيانا وباهتة في احيان اخرى وهذه هي الفرصة الاخيرة للاسلام السياسي للخروج من المأزق الذي وضعوا انفسهم فيه من خلال نهج عقيم لايهـــــــدف لبناء دولة او اسعاد شعب وقطعا اذا كان ثمة فشل قادم فأن العراقيين ليس بوسعهم التحمل والــــــصبر على مآسي تتراكم وعجــــــــز مستفحل وحتما سيقول كلمته في الخلاص من هذا الواقع الآثم وسيرميهم الى حيث أتوا والى خارج اللعبة السياسية رغما عنهم اضع ذلك في الاعتبار ان هذه الاحزاب قد بدأت تتعظ وتسلم امرها على خجل وتتنازل شيئا فشيئا امام الضغوطات المحلية والأمريكية واعتقد مؤشر تنازل الحزب الحاكم مرغما عن السلطة هو دليل على ذلك وعليه فأن اختيار البريد الالكتروني ليس فيه مثلبة كما لو ان شخصا يلبس البدلة الرسمية للتسوق هنا او للتنزه وفي الخارج لايخجل من لبس (برمودا) وهكذا هو عادل عبد المهدي لبس (.برمودا) وخرج للتبضع واعتقد لو ان دولة ما او حكومة اوربيـــــــــة قامت بهذا الاجراء لاندهشنا وتعجبنا بطريقة التفكير المحدثة وتابعنا ذلك باهتمام نحن هنا للأسف لا نستــــــطيع احتواء الابتكار والتحديث لأننا اعتدنا على نمط معين من السلوك في طبيــــعة شخصية وسلوك مقنن وعشائرية مقرفة وانغلاق مجتمــــعي ساخر من نفسه لانه ابعد (بضم الالف )عن مظاهر الحياة والتثقيف بأعلى مستوياتها وحتى قبول الانماط الغريبة الا بعد ان نهضمها لسنين في الملبس والمظهر (الخنافس) و(الشارلستون) في الستينات واعتقد ان ما قام به عادل عبد المهدي هو قوة ابتكار ونظرة. عميقة للمستقبل ومحاولته التخلص من شرنقة المحاصصة التي خلقها الاسلام السياسي وهيمنته على مقاليد الحكم في العراق وهو في الطريق الصحيح مع احترامي لكل الاراء المناقضة له.


















