الأخلاق والقانون .. ماذا يعنيان ؟

الأخلاق والقانون .. ماذا يعنيان ؟
كلاهما في صيرورة واحدة يكملان بعضهما البعض ولا فارق بينهما إلا طبيعة السلوك الانساني التي يتحكم بها القانون كونه سيد الرقابة عليها وقد لا نلجأ الى هذا النمط التحكمي من لدن القانون اذا كانت الاخلاق حاضرة لان الاستقامة تحول دون اللجوء الى العقاب أو التأنيب، فالأخلاق بطبيعتها تهذب النفوس وتقييم السلوكيات وترشد صاحبها الى الحكمة التي يتكفل بها العقل الراجح الممتلئ بمقومات الاعتدال وحسن التصرف وضبط النفس وشهواتها نحو الشرور، اذاً الرابطة ما بين القانون والأخلاق متداخلة بأواصر غريزية في شخصية العقلاء التي نمت وترعرعت تحت خيمة المفاهيم الايمانية، من هنا تتربع خزائن الايمان فوق الاثنين من حيث التفضيل والمفاضلة والتوجيه والتحكم لأي فعل قد ينحرف عن مواضعه المرسومة ايمانيا، من هنا اصبحت الاخلاق والقانون ذات منبع صاف واحد موحد ومحمود عند االنجباء، والسؤال الذي طرح نفسه هل الاخلاق تدخل ضمن الهندسة الوراثية أم هي عادات مكتسبة من المحيط المجتمعي ؟ اعتقد انها موروث تربوي منقول بالتواتر ويدخل حتما ضمن البناء الاسري وربما تربطه عوامل اخرى قد تسهم بتعزيز ركائزها وتعمل على تقويتها من المحيط البيئي الذي على شاكلتها اي بمعنى تلك التي تحمل السمات ذاتها في الاصل الايماني والتأصيل الخلقي الأسري والعشائري، ولهذا قالت مضارب الامثال عنها الكثير على سبيل المثال لا الحصر (ابن الاجاويد، ابن الحمولة، هذا الحفيد بن ذاك الاصيل، والإناء ينضح ما فيه) وغيرها.
فالأخلاق تعزز مكانة القانون والعكس صحيح ووحدة الدين تجمعهما في واحة واحدة وتسيرهما نحو فلاح النفس البشرية ورضى الله سبحانه تعالى وقبول الجمع المؤمن، ان القانون لا يحاسب على الافعال الصالحة ولا على الخلق القويم للأشخاص ولن يتعرض لأصحاب الايمان المتين بل سلطته وعقابه يشمل اولئك الخارجين عن هذه الثوابت التي اعتادت عليها الامم منذ نشأتها الاولى المأخوذة من مناهل الديانات وعنابير المحمودات التي خلفتها المسيرة الانسانية عبر الزمن، هذه هي القاعدة العامة الجامعة للسلوك الحسن عند البشر وان اضدادها شائنة لا تستحق البحث او التشخيص او ذكر شخوصها كونهم حالة شاذة .
سفيان عباس
AZPPPL

مشاركة