إكسبوا ثقة المواطنين قبل أصواتهم – سامي الزبيدي
تستعد الكتل والأحزاب خصوصا تلك المهيمنة على المشهد السياسي في البلاد المشاركة بقوة في انتخابات مجالي المحافظات لفرض هيمنتها عليها بعد ان هيمنت على كل المناصب في الحكومة والدولة ,وعلى جميع الكتل والأحزاب التي سيشترك في هذه الانتخابات أن تدرك ان من يريد الفوز فيها عليه كسب ثقة أبناء الشعب لكي يكسب أصواتهم , والسؤال المهم هنا هل تحضى الأحزاب والكتل المتنفذة بثقة الشعب كي تعزز وجودها في مجالس المحافظات وتهمين عليها كما هيمنت على الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها وعلى الهيئات المستقلة وعلى مجلس النواب ؟
فقدان ثقة
ان أزمة فقدان الثقة بين أبناء الشعب وهذه الأحزاب والكتل التي تسلطت على رقاب الشعب طيلة السنين العجاف الماضية وفشت فشلا ذريعاً في إدارة الدولة وفي تقديم ابسط الخدمات لأبناء الشعب سيكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات وأزمة فقدان الثقة هذه قد تعمقت خلال السنين الماضية بعد ان أثبتت الأحزاب والكتل المتنفذة والمتسلطة والمهيمنة على كل شيء في البلد أنها تسعى للسلطة والنفوذ وخدمة مصالحها ومصالح دول أجنبية على حساب مصالح الشعب والوطن ولا وجود لخدمة الشعب في أجنداتها ثم ان أزمة الثقة هذه ذات منحيين فهي ما بين الأحزاب والكتل المتنفذة نفسها من جهة ومن جهة أخرى بينها وبين أبناء الشعب العراقي الذي خُدع بطبقة سياسية فاشلة وفاسدة وبعملية سياسية أحرقت الأخضر واليابس , وتبقى مشكلة فقدان ثقة الشعب بالأحزاب والكتل التي هيمنت على المشهد السياسي طيلة العشرين عاما الماضية هي المعضلة الكبرى لهذه الأحزاب والكتل قبل انتخابات مجالس المحافظات, ترى هل ستتمكن هذه الأحزاب والكتل التي فشلت في قيادة البلد في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والصحية والتعليمية والصناعية والزراعية والخدمية وفي البناء والأعمار وتقديم أبسط الخدمات للشعب العراقي وباعترافات علنية لقادة هذه الأحزاب والكتل هل تتمكن من خداع العراقيين ثانيةً والفوز في انتخابات مجالس المحافظات بعد ان تمادت في الفساد وسرقة أموال الدولة والشعب ونهب ثروات الوطن وبعد أن دمرت بنية المجتمع العراقي ونسيجه المتجانس بطائفيتها وظلمها للشعب حتى أذلته وأفقرته وجوعته وعملت على ترهيبه وقتله وتشريده ؟ وبعد كل هذا الخراب والدمار الذي لحق بالعراق وشعبه كيف تتمكن هذه الأحزاب والكتل الفاسدة والفاشلة من كسب ثقة المواطنين بها بعد ان تزعزعت هذه الثقة بل وفقدت ؟ أن إعادة ثقة الشعب بهذه الأحزاب والكتل الفاشلة والفاسدة باتت صعبة جداً ان لم اقل مستحيلة بعد سنين من الفشل في كل شيء وبعد تدمير ركائز الاقتصاد العراقي المتمثل في الصناعة والزراعة وبعد السرقات الكبرى لأموال الشعب وثروات والوطن وبعد التهميش والإقصاء وإبعاد الكفاءات الوطنية عن خدمة وطنها وشعبها وبعد عمليات التهجير القسري والاجتثاث وبعد إثارة الضغائن والثارات والأحقاد وبعد القتل والاغتيالات والاعتقالات والتغييب وبعد سطوة الميليشيات والعصابات المسلحة والانفلات الأمني وبعد انتشار المخدرات وما نتج عنها من جرائم خطيرة وانحلال مجتمعي وعائلي وأخلاقي بعد تدمير بنية المجتمع العراقي وتدمير لحمته الوطنية وتدمير الأعراف والقيم الاجتماعية.
تسب الفقر
وبعد الظلم الذي لحق بالشعب العراقي وإفقاره وسلبه ابسط حقوقه حتى وصلت نسب الفقر والبطالة الى أرقام مخيفة لبلد يعد من أغنى دول العالم وبعد ان دمرت محافظات عديدة وكل بناها التحتية بسبب خيانة السياسيين وتآمرهم على شعبهم ووطنهم وعمالتهم للأجنبي وبعد ان باع العملاء والخونة أرض العراق ومياهه الإقليمية وحقول نفطه لدول الجوار وبعد العديد من الجرائم الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب والوطن. ان الأحزاب والكتل المتنفذة خصوصا كتل وأحزاب ائتلاف إدارة الدولة وكتل الإطار التنسيفي قد فقدت ثقة الشعب بها كما ظهرت علامات التفرق والتشضي هذه الأيام بين كتلها بشكل جلي كما حصل في كتلة دولة القانون والحال نفسه ينطبق على ائتلاف الأنبار الموحد وغيرهم ومن يفقد ثقة أعضائه وحلفائه ومؤيديه يصعب عليه تعزيز ثقة الآخرين به ومن فقد ثقة الشعب لفشله وفساده وسرقاته الكبرى وظلمه للشعب يصعب عليه استعادتها .
فعلى القوى الوطنية والمرشحين المستقلين استثمار هذه الفرصة وهي فقدان ثقة الشعب بالأحزاب والكتل المتسلطة والعمل على كسب ثقة أبناء الشعب بها من خلال طرح برامج وطنية حقيقية تخدم الشعب وتعزز سيادة الوطن والعمل لإعادة بناء الثقة في نفوس المواطنين والقوى الشبابية والتشرينية والقوى الوطنية الأخرى وبينها وبين الكفاءات الأكاديمية والمهنية الوطنية في الداخل والخارج والعمل على تطوير قدرات هذه القوى وإمكاناتهم وتعزيز التعاون والتماسك المجتمعي بينها وبين جميع مكونات الشعب وشرائحه المحرومة والمظلومة وتعزيز العمل الوطني الجماعي بين مختلف القوى الوطنية لتحقيق آمالهم وطموحاتهم وأهدافهم التي قدموا من اجلها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ومن ثم العمل من خلال الانتخابات إذا التزمت الحكومة ومفوضية الانتخابات بوعودهما والتزاماتهما بنزاهة وعدالة الانتخابات وشفافيتها وإجراءها تحت إشراف ومراقبة حقيقية وإبعادها عن تأثير السلاح المنفلت والمال السياسي المسروق عندها يمكن إزاحة أحزاب الفشل والفساد عن الهيمنة على مجالس المحافظات كخطوة أولى ثم إزاحتها عن المشهد السياسي في البد من خلال الانتخابات التشريعية القادمة بعون الله وبهمة المخلصين الوطنيين من أبناءة .