أخلاقنا عربية

أخلاقنا عربية

 

 

حين أرادوا قتلي ، لم يذبحوني بسيوف عربية ، او برصاصة روسية ، كانت افكارهم اكثر همجية ، أبْعَدوا شفتيك عن شفتيّ ، وجرّدوني الأبجدية ، إنّهم يصهرون مذكراتنا .. يحرقون آمالنا .. يهجّرون منا انفسنا، يفرّقون اشياء دائمية ، اننا لا نملك الارض لنلتقي ولا البحر ولا الاشجار ولا السماء لنشتكي فكيف لا يرسمونا جرذاناً على خرائطهم، وكيف لا يضحكون من تخلّفنا وحروبنا الازلية ، لنحب دون ان نلتقي. اجلسي في ارضك، تخيّليني وانا هنا اتخيّلك نحن الاربعة ربما اذا التقينا ستصبح كارثة ويرموننا بحجرٍ او بندقية، واياك ان تتخيّليني عارياً، ذاك عيب وحرام..  حتى وان كان في الاحلام.. إحلمي بيّ وانا راكع ساجد وذو لحية زكية.. إلبسي نقابك بالمنام ، هكذا علّمنا الاسلام ..إلبسي حزاماً ناسفاً ربما يغتصبوك اللئام.. فتفجّرين نفسك وتصبحين يوم القيامة بالرجال ثريّة.. لا تكشفي عورة صوتك لأحدٍ ..لا تصرخي إن واجهتك الوحشية .. موتي بصمتٍ ونقابٍ لايقبل الدين العفوية .. خطأ من الله إن جعل النساء مثيرات بشعر كالمراجيح واجساد طريّة .. كان يجب ان تكون النساء بأبشع الصور ، بأظافرٍ لولبية ، ببحةٍ رجولية ، بوجهٍ ملتحيٍ وآثار الصلاة بجبينها غنيّة .. صلّي الفرائض حين لا يكون أحدٌ خلفك، حدّثي الله عن قرآنه وعن عنوانه وشيطانه وإسأليه عن سرّ القتل ورسالته الدينية .. عن ذبح اطفالٍ وحرق نساءٍ مارسوا بالظن البغيّة .. حدّثيه ما طبّقه الشرع وعن كل البقية .. عن قطع الحاء عن الباء ، عن قطع الطريق عن الشرفاء ، عن فصل اعناق النساء ، عن التخريب مابعد الاسلام ، عن تحريم الغبائات التكنولوجية .. حدّثيه بأن اليهود تصنع أعيناً  للكفيف وتخلق يداً آلية .. حدّثيه إن سرقتُ او يُعتقد ذلك سيقطع الاسلام يديّ .. حدّثيه عن الكفار والحرية وعن اقامة حبنا الجبرية .. عن عرفهم ونزاهتهم وابتسامتهم وعن شوارعهم وخضارهم وعن معتقداتنا العرفية . حدّثيه عن لجوء العرب لبلادٍ أجنبية ..حدّثيه عن الهروب والذبح والتهجير والاغتصابات العشوائية .. حدّثيه عمّن سلّم اخته للجهاد عارية ، وأتجه لقتل غجرية .. حدّثيه عن بلادي وعن كل بلادٍ عربية ، عن أبيك الذي زوّجك صديقه لتكوني ثريّة . حدّثيه عن رخص الدماء وعن أسعار الغذائية .. حدّثيه عن كل شيء على الارض لعلّه يبعث نبياً آخراً او يُنزل علينا  كتاباً آخراً ” تعلّموا ” الأخلاق الغربية .

 

محمد حنش – بغداد

 

مشاركة