
آن الأوان لإخراج مشاريع القوانين من الدُرج – حسام الدين الأنصاري
على مدى أربع سنوات وقبة البرلمان تحتضن مئات النواب الذين تراهم منهمكين بتصحف الأوراق والملفات التي توزع عليهم، وترى تحركهم كخلية النحل رجالاً ونساءً في الرواح والمجيء وترك اماكنهم بكل نشاط وهمّة خروجاً ودخولاً من والى قاعة اجتماع المجلس، وترى بعض الجالسين الى جانب البعض الآخر يتحاورون دون ان يعبأوا بما يصدر عن رئيس المجلس من حديث، وآخرون تفتقد وجودهم في أماكنهم وهم ليسوا عدداً قليلاً، وحين تستمر الجلسات ويقرص الجوع بعضهم فليس عيباً أن يأكل احدهم ليسد جوعه أو انه يريد ان يتناول شيئاً خلال الجلسات وهو ما حصل مع إحدى النائبات وكان النقاش حامي الوطيس حين عمدت الى اخراج ما يؤكل من حقيبتها وأكثر الظن (كليجة) لتتناولها وهي في مكانها بالمجلس تأكل وتسمع ولم تكن على ما يبدو راغبة في الذهاب الى الكافتريا على خلاف الكثير من النواب الذين تبقى أماكنهم شاغرة بسبب وجودهم في الكافتريا أو السعي للحصول على فرصة لاعطاء التصريحات النارية للاعلاميين، وكثير من النواب يتراشقون الاتهامات بشأن العزوف عن حضور الجلسات وتمضية الوقت في الكافتريا.
انها والله جلسات لن ننساها لممثلي الشعب والعديد بينهم من الأشخاص الهادئين الوقورين الذين لا تسمع لهم صوتاً أو تلكم السيدات المتلفعات بعباءاتهن، الذين يحضرون الجلسة بصفة مستمعين يرهقهم الجلوس الطويل الذي يسبب الضجر والاغفاء.
وبعد هذه السنوات الأربع العجاف واستعراض مواضيع الجلسات فلا تجد بينها ما يعالج شؤون الناس أو يتكلم عن قضاياهم لأنها عادة غير لائقة ان تتكلم عن فقر الناس ومشالكهم جرياً مع المثل القائل (دع الخلق للخالق) وعدم فضح الناس وبؤسهم.
ولكن من الجانب الآخر يدفعنا الفضول الى السؤال عن تلك المشاريع التي تقدم بها بعض النواب وطلبوا ادراجها في جدول الجلسات استجابة لضغط الشارع وشعوراً بمسؤوليتهم أمام ناخبيهم كونها تمثل مظاهر صارخة تمس حياتهم اليومية وحقوقهم الضائعة وتعسف الروتين وبيروقراطية القوانين والاجتهادات الشخصية وردع المستغلين والتمايز للبعض على البعض الآخر وكثير غيرها.
نقول آن الأوان ان نسأل رئيس مجلس النواب عن الدُرج الذي دُست فيه مشاريع قوانين لها علاقة بالمجتمع وأصبحت من الأوراق الخاضعة للاتلاف حسب قانون اتلاف الأوراق الرسمية الصادر في الوقائع العراقية، ومادامت الفاتحة قد قُرأت على المجلس على حد قول السياسي المخضرم الذي أطلق هذا الوصــــــف، أفلا يكون من باب الصــــــــدقة أو النوايا الحسنة او العــــــمل الصالح أن تخرج تلك المشاريع الى النور قبل أن تدخل في دياجيـــــــر ظلام آخر، ولكــــم الأجر والثــــــــواب، وغفر الله لكم.


















