هكذا يقضي المحامي يومه – وليد عبد الحسين
يحتاج أن نتكلم مع الموكلين، بل وسائر المواطنين، بصراحة عن تنظيم وقت عملنا في المحاماة في ظل ثورة الاتصالات وفقدان الخصوصية والحياة الهادئة لجميع الناس، فضلا عن المحامين. يجب أن يعلم الأحبة الموكلون الكرام أن عمل المحامي يبدأ منذ الساعة السابعة صباحاً، إذ يجهز نفسه لارتداء ملابسه بعد تناول وجبة إفطاره، وربما إعداد بعض الأوراق المهمة التي يحتاجها معه في عمل اليوم، لذا فإن اتصالاتك المستمرة له في هذه الساعة بالذات ترهقه كثيراً وتبث الفوضى في جودة تنظيم أموره، فلا تحدث حرباً عالمية ثالثة إن كنت قد وصلت المحكمة قبله في هذا الوقت المبكر وانتظرته حتى الثامنة والنصف، لا سيما وأنك قد تواصلت معه قبل يوم وعرفت المطلوب منك، فتمتع بالصبر قليلاً ودع محاميك يخرج من داره ببال رائق! ومنذ الساعة الثامنة وحتى العاشرة ستكون ذروة عمل المحامي، إذ سيجد بعض الموكلين في انتظاره، وربما بعض المراجعين الذين يرومون توكيله، ناهيك عن تسجيل اسمه في قائمة المرافعات أمام المحاكم، فإذا كانت بعض الاتصالات ليست ضرورية جداً ويمكن تأجيلها إلى ما بعد العاشرة أو وقت العصر، فتكون صاحب فضل، ويستحسن أن ترسل رسالة إن كان الأمر يتعلق بتذكير للمحامي حول موضوع ما. سينشغل المحامي حتى الساعة الواحدة بعد الظهر في مرافعات أو مراجعات دوائر، أو لقاء موكلين أو اتصالات هنا وهناك، وسيعود إلى بيته إن لم ينشغل طوال اليوم، وإلا فلا يعود إلى البيت أصلاً! المهم، يحتاج ساعتين على الأقل استراحة بعد جهد الصباح والمرافعات واللقاءات، فأتمنى أن لا تتصل أيها الموكل العزيز وقت الظهيرة، لأن محاميك بشر مثلك وليس إنساناً آلياً، وما عليك سوى الصبر إلى ما بعد الرابعة عصراً على الأكثر، وبإمكانك الاتصال به أو لقاءه في المكتب. من الساعة الرابعة والنصف تقريباً وحتى السابعة سيكون المحامي في مكتبه، والذي سيلتقي فيه بمختلف الموكلين والزملاء الذين معه في المكتب لتنظيم العمل الملقى على عاتقه فيما يتعلق بكتابة لوائح أو دعاوى أو طعون أو طلبات، لذا بإمكانك أيها الموكل الحضور إليه ومعرفة مجريات قضيتك بشكل مفصل، في الساعة الثامنة سيحتاج المحامي إلى أن يعود إلى بيته كي يستريح بعض الوقت وينظم بقية عمله ويقرأ في مكتبته، هذا برنامج عمل أغلب المحامين الحقيقيين، فينبغي تفهمه، وأي مخالفة لأوقات هذا البرنامج قد تواجه عدم إجابة من المحامي أو ضجراً في الإجابة أو تقصيراً في التواصل، وستلومه على صنيعه ولا تلوم نفسك على صنيعك حينما تختار وقت الظهيرة للاتصال أو وقت الليل المتأخر أو لا تحضر إلى المكتب وإنما تزعجه في البيت، فما محاميك إلا بشر، أكرر، ويحتاج راحة ووقت خاص وتفرغاً لبعض الأمور، فمتى فهمت ذلك وفهم محاميك حاجتك سوف يسير العمل بانتظام ونجاح ويثمر نتائج طيبة.
محام