
50 كيلومتراً قطعها مهاجر سوداني على قدميه عبر النفق بين فرنسا وبريطانيا
حملة ملاحقة مهربي المهاجرين في أوروبا تصطاد خمسة منهم في إيطاليا
لندن روما
الزمان رويترز
سار مهاجر سوداني مسافة 50 كيلومترا على قدميه ليقطع نفق القنال من فرنسا إلى بريطانيا متفاديا القطارات فائقة السرعة وحراس الأمن قبل أن توقفه السلطات قبل مسافة قصيرة من مدخل النفق على الجانب البريطاني.
ويحاول آلاف المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط الفرار من مخيمات متنقلة في ميناء كاليه الفرنسي ودخول بريطانيا بشكل غير مشروع بالقفز في شاحنات والاختباء في قطارات مما أعاق حركة البضائع والركاب عبر القنال الانجليزي.
وقالت الشرطة البريطانية إنها عثرت على عبد الرحمن هارون 40 عاما على مقربة من المدخل البريطاني للنفق قرب فولكستون في جنوب شرق انجلترا مساء يوم الثلاثاء.
وذكرت الشرطة أنه اتهم بالتسبب في تعطيل قاطرة أو عربات تستخدم السكك الحديدية وأنه سيمثل أمام المحكمة.
فيما اوقفت الشرطة الايطالية في باليرمو خمسة اشخاص بتهمة تهريب المهاجرين هم جزائريان وليبيان وتونسي نجوا من غرق مركب اودى بحياة اكثر من 200 شخص الاربعاء قبالة ليبيا.
وافادت شهادات الناجين وعددهم نحو 360 شخصا وصلوا الخميس الى باليرمو في صقلية ان هؤلاء هم قبطان المركب الغارق ومساعداه في حين كان الاخران مكلفين بمنع المهاجرين من الحركة.
واستخدم هؤلاء السكاكين والعصي خلال الرحلة لمنع المهاجرين الافارقة بمعظمهم والموجودين في قاع المركب من الصعود الى السطح.
وافادت الشهادات التي جمعتها الشرطة ان الرجال الخمسة نقلوا 650 شخصا دفع كل منهم بين 1200 و1800 دولار. كما فرضوا على كل مهاجر مبلغ 25 الى 50 دولارا مقابل سترة النجاة.
وقال المهربون للمهاجرين فوق المركب ان على الافارقة ان يتحملوا البقاء ثلاثة ايام مسجونين في قاع السفينة لانهم لم يدفعوا سوى نصف المبلغ الذي دفعه الباقون، وفق شرطة باليرمو.
وقالت الشرطة في بيانها ان المهربين كانوا يفرقون في معاملة المهاجرين حسب اصلهم فالافارقة الذين يعصون الاوامر كان يتم تهديدهم بالسكين على مستوى الرأس، اما العرب فيضربون بالحزام.
ويسود توتر على مراكب المهاجرين المكتظة بين من هم على سطح المركب ومن هم في القاع والذين يسعون للصعود الى السطح بسبب الاكتظاظ ولاستنشاق الهواء بسبب الغازات الصادرة عن المحرك وتسرب المياه، ومثل هذه الحركة يمكن ان تؤدي الى انقلاب المركب.
وفي حالة المركب الذي غرق الاربعاء، بدأت المياه تتسرب الى القاع بعد ثلاث ساعات من ابحاره وغمرت المحرك بسرعة.
وافادت شهادات جمعتها المنظمة الدولية للهجرة ان المهربين اتصلوا بزملائهم في ليبيا ليسألوهم ان كان من الممكن العودة. ولكنهم تلقوا الجواب بمواصلة الرحلة الى ايطاليا .
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه تم بناء المزيد الأسوار وأرسل حراس وكلاب بوليسية لتعزيز الأمن في المحطة بكاليه.
وأضاف لقناة سكاي نيوز اليوم الجمعة نحقق تقدما لكن هناك حاجة لفعل المزيد بما في ذلك تعزيز الأمن في النفق نفسه… سنراقب هذه التحسينات وستحدث في الأسابيع والأيام المقبلة.
وذكرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الأوضاع في كاليه مروعة لكن يمكن التعامل مع زهاء ثلاثة آلاف شخص هناك وأن تعزيز الأمن لن يساعد.
وقال فينسنت كوشيتيل مدير أوروبا لدى المفوضية إن لندن رفضت هذا العام عشرة طلبات فرنسية لتحمل مسؤولية أشخاص تربطهم صلات قوية ببريطانيا ويسمح لهم القانون الأوروبي بطلب اللجوء إلى فرنسا ومن ثم نقلهم إلى بريطانيا.
وأضاف أن بريطانيا تلقت عددا أقل بكثير من طالبي اللجوء مقارنة بفرنسا وأن ثلثيهم وصلوا عبر قنوات مشروعة.
وتابع لا توجد موجة كبيرة من الوافدين على المملكة البريطانية.
وقالت الحكومة البريطانية اليوم الجمعة إنها تعمل مع نظيرتها الفرنسية وشركة يوروتانيل التي تتولى تشغيل القنال لحل الأزمة.
وأضافت الحكومة البريطانية أنه تم إحباط أكثر من 39 ألف محاولة عبور للقنال بطريقة غير مشروعة بين 2014 و2015 أي أكثر من ضعف عددها العام السابق.
وفتحت يوروتانيل تحقيقا في الواقعة التي حدثت هذا الأسبوع في النفق وقالت إنها تسببت في تأخيرات للعملاء وخسارة اقتصادية كبيرة.
وقال متحدث باسم يوروتانيل في بيان الدخول الإجرامي لنفق القنال نادر للغاية. وهو غير قانوني وخطير جدا.
تأمل يوروتانيل أن يستخدم القانون أقصى قوة لديه لإظهار أن محاولة دخول نفق القنال لا تنطوي على خطر الإصابة أو الوفاة وحسب بل تلغي أي إمكانية لدخول المملكة المتحدة وطلب اللجوء أو ايجاد عمل.
AZP20


















