رحلة إلى الهند – سجى علي

رحلة إلى الهند – سجى علي السوداني

هربت من اسلام بلدي

الى بلاد الهندوس اطلب الشفاء

فتيقنت اننا لسنا مسلمين فالاسلام في بلدي مجرد تمتمات على الافواه منتهية الصلاحية

ثاني اكبر بلد من ناحية التعداد السكاني الا انه يتمتع بأقتصاد قوي

على الرغم من اختلاف اديانهم و لغاتهم الا ان السلام حاضر كحمامة ترفرف في سماء الحب

حاولت ان اوجد الفروق العشرة بين وطني وبين هذا البلد الذي احتضن غربتي بأبتسامة الامل

فتعدت الفروق المئة وما زال العد قائما

حكام وطني منشغلون بالنظر الى كرسي الحكم

الذي يتصارع عليه اصحاب المصالح الشخصية الذين اعمى الطمع بصيرتهم واصبح همهم اشباع بطونهم على حساب ايتام وأرامل الوطن

العالم يستمر بالتقدم لتنقذ شعوبها من ويلات الحياة ونحن ما زلنا نحاول بكل ما اوتينا من قوة ان تتمركز اقدامنا حيث نحن وكأن التقدم سيكون لعنة تلاحق ارواحنا

نحن لسنا مسلمين فالاسلام دين المحبة و العدل والمساواة نحن ندعي الاسلام دون الاخذ بمبادئه

اصبحنا اغرابا في وطننا نخاف من انفسنا وكأننا لم نولد على ارضه

اصبح الهرب الى المنفى عادة نسير لها متمنين عدم العودة لاننا نشعر هناك اننا على قيد الحياة

بلدي غني بخيراته التي لا يراها احد سوى من يدير نظام الدولة المتهرئ ونحن نصيبنا من تلك الخيرات امنيات معلقة بين السماء والارض

نحن لسنا مسلمين بل نرتدي زي الاسلام حتى نخبئ خلفه مصالحنا الشخصية

البلدان تتقدم لتخدم شعوبها و بلدي مشغول بين اكتناز الثروات والمناصب

عذرا يا وطني لانني فضلت ان اهرب منك الخطأ ليس فيك الخطأ فينا لان اقدامنا تعودت على السكون و ألسنتنا فضلت الصمت على البوح

فكان الضحية سلاماً مات بين أزقة الخيبات.

بابل