يوم الضاد .. نشيد الضاد

يوم الضاد .. نشيد الضاد

يوم الضاد كألف حرف مما تكتبون! (الشاعر)

من غيرِ ضادكَ أخرس ٌأو ابكمُ

مافي سواها يحمدُ المتكلّمُ!

سقم اللسانُ بغيرها متفوها

اعياهُ من خطل الكلامِ تبرّمُ

فالوحيُ منها آخذٌ خلجاتهِ

وقصيدة القرآن فيها تنظمُ!

نُسجت على منوالها فحروفها

قمرية شمسيةٌ تترنمُ!

عقدُ اللآلئ في خريدة جرسها

متدليا يرنو لهُ المتهيمُ!

بوسامةُ المعنى يطوفُ جلالها

فهي الجمانةُ ثغرها لايلثمُ!

برزتْ كشمسٍ في النهار صبوحةٍ

أفلتْ فصارتْ نجمةً تتبسمُ!

غضبتْ لتنجب فلتة بقصيدة

فرحتْ فأنجبها ندى لايُختمُ!

دارت على كل الدهور بحرفها

ماشاخ حرفٌ أمهُ تتعظمُ!

ياأم (احمدَ) والمديح بصوته

ضرب الهجاء بسطوة تتألمُ

فأتى بمعجزة القريض ولم يزل

الضاد يفني خصمهُ ويحطّمُ!

طُبعت على سر العجائب ضادنا

فبها مفاجأة اللغاتِ تُصممُ!

من كل خاطرة تجودُ فرائضا

ولكلّ عاليةٍ كفاها سُلّمُ

فلكل حرف صعقةً جرسيةٌ

وكذا الجمالُ بجرسها يتجسمُ

في الصف تجلسُ والجلالُ يحفّها

فكأنها الحسناءُ فينا تحكمُ!

اللهُ ضادي الحروفِ كأنما

بالضادِ موفور الندى إذ ينعمُ

من غيرِ ضادكَ ميتٌ أو معدمُ!

أهل السماءِ بحرفها قد أسلموا!

مات الكلامُ وحرفه وكتابه

والضادُ في الق الدهور لها السمو

الله كرمها فتلك نبيةٌ

بُعثتْ الى الأقوام كيما يكرموا

في أرضها زرع الربيعُ قصيدةً

بسمائها يحلو الفضا والانجمُ

لكنها محزونةٌ فكتابها

بالجهل يقرأ حرفه المتعلمُ

والشعرُ (أفٍ) قالها بتذمرٍ

شعر العقوق بأمهِ يتقزّمُ!

الشعرُ من فرط الحداثة حاسرٌ

حارت به ألبابنا والملهمُ

والنثر مخبول الحروف أذلها

قد شق جيبا والجنون يهمهمُ

والنثرُ تركبهُ العوامُ بلا رضا

وكما المطية في لظاها تُلجمُ!

أما المقال فإنهُ متأزمُ

من بعد إصلاح لهُ يتشرذمُ!

فعلام تسألُ بعدها ياسيدي؟!

وسؤالك الميمون جنٌ يُرجمُ!

وكذاكَ تألمُ ضادنا لدم البراءة

نازفا بنواحها يبكي الدمُ!

فتقولُ أولادي عصوا أوطانهم

كسروا زجاجات الشموس وهدموا!

قتلوا العروبة باختيال إخائها

فتضاحك الشيطان هذا منهمُ!

ولها بلافتة السلام عبارةٌ :

عيبٌ عليكم سلمكم لايسلمُ!

من غير ضادكَ عاجزٌ تتظلّمُ

فهي النقاهة للقلوبِ (ومرهمُ)!

رحيم الشاهر- كربلاء

مشاركة