يا أ مــي
شكر حاجم الصالحي
أمي يا أمي يا أمي
مازالت ترضعني ( السدة ) يا أمي
طيبة جلاّسي
ومازال السمك السداوي
يلبط ما بين ( الممنوعة ) والحراّس
ومازالت يا أمي
رائحة ( الديرم ) و ( الشيلة ) و ( الجرغد )
تملاْ أنفاسي
ومازالت رُغم ثمانيني
بنتُ الجيران
تشعل إحساسي
ومازلت رغم القلب المعطوب
أحلم بالعيشِ ببيت طيني
في ( عكَد الحجية )
وأعاني من وجع الإفلاس
يا أمي ومازالت قطة أيامي تموء
وتكابد جوع اللحظات القاسي
يا أمي ومازلت
رغم تبدّل أحوالي
أتمنى لو أدفن في ساحة مدرستي
وبنات ( السدة ) ينثرن على التابوتِ
ماء الوردِ ويوزعنَّ
خبز العباسِ
يا أمي يا بنت الذبحاوين الأجواد
مازلت رغم غيابك يا أمي
تاج الراسِ
والدر الطاهر في الكاس
والمثل الصالح بين الناس
يا أمي العلوية
تأخذني الذكرى
فتفيض عليَّ
مزن الوهواسِ
فأصحو ..
أين الاتراب
وأين الاصحاب
وكيف ( السدة ) بعد الطوفان
وأين الأحبابَ
وهل مازالت مقهى ( مهدي الطعمة )
فاتنة تسهر من غير خمول ونعاس
فأنا مازلت رغم ثمانيني
وحقك يا أمي
شديد الباسِ
