وهو الذي يقبل التوبة عن عباده

وهو الذي يقبل التوبة عن عباده
نلتقي في حياتنا يوميا تقريبا.. اناس يقترفون الذنب ثم يتوبون الى الله سبحانه وتعالى ثم يعاودون الكرة ثانية.. ثم يتوبون وهكذا دواليك فالى كل اولئك نقول: قال الله عز وجل من قائل (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) عن ابن مسعود ان للجنة ثمانية ابواب كلها تفتح وتغلق الا باب التوبة فان عليها ملكا موكلا به لا يغلق. وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخلق الله تعالى خلقا يذنبون فيغفر لهم وورد في بعض التفاسير. في تفسير قوله تعالى (انه كان للأوابين غفورا) ان الاواب هو رجل يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. قيل لاعرابي: كيف حالك؟ قال: بخير امزق ديني بالذنوب وارفعه الاستغفار:
قال ابراهيم الادهم: خلال المطاف ليلة وكانت مظلمة مدلهمة فوقت بالملتزم وقلت يا رب اعصمني حتى لا اعصيك. ابدا فهتف بي هاتف من البيت يا ابراهيم انت تسأليني العصمة وكل عبادي المؤمنون يطلبون ذلك. فاذا عصمتهم فعلى من الفضل ولمن اغفر ومن هذا اخذ الخيام.
اقول: وآن كان الله تبارك وتعالى قد وعد القبول ووصف نفسه بقوله: غافر الذنب وقابل التوبة. لكنه كما قال: شديد العقاب، ولا ينبغي ان يكون العبد مصرا على الذنب لانه وان لم يذنب في يومه الا ذنب واحد فيصير في شهره ثلاثين ذنبا ويصير في السنة ثلاثمئة وستين ذنبا.
روى ان زاهدا محاسبا لنفسه في اكثر اوقاته ليلة ونهاره فحسب يوما ما مضى من عمره فاذا هو ستون سنة فحسب ايامه فكانت احدى وعشرون الف يوم وخمسمئة يوم فقال: يا ويلتي.
القى مالكا باحدى وعشرون الف ذنب ثم صعق صعقته كانت فيها نفسه… (وفي الارشاد الديلي) اذا اذنب العبد كان نقطة سوداء على قلبه فان هو تاب واقلع واستغفر صفا قلبه منها. وان هو لم يتب ولم يستغفر كان الذنب على الذنب والسواد على السواد حتى يغمر القلب فيموت بكثرة غطاء الذنوب عليه وذلك قوله تعالى:
(بل وان على قلوبهم ما كانوا يكسبون)
فالعاقل اذا صدر منه ذنب فينبغي ان يتوب منه ويستغفر حقيقة الاستغفار امير المؤمنين (ع) رجلا يقول: استغفر الله.. فقال: ثكلتك امك او تدري ما حد الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: اولها الندم على ما مضى.. والثاني العزم على ترك العود اليه ابدا.. والثالث ان يؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله املس. الرابع ان تعمد الى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس ان تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت والمعاصي فنذبيه. والسادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فعند ذلك استغفر الله.
روى ان بعض الناس اجتاز على رجل وهو يقول: استغفر الله وهو يشتم الناس ويكرر الاستغفار ويشتم فقال السامع له: استغفر الله من هذا الاستغفار وترجع بل انت تهزء بنفسك. وقال رسول الله (ص): ايها الناس توبوا الى الهل توبة نصوحا قبل ان تموتوا وتوبة النصوح ان يتوب فلا يرجع فيما تاب عنه. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. والمصر على الذنب مع الاستغفار يستهزء بنفسه ويسخر معه الشيطان وان الرجل اذا قال: استغفر الله يا رب واتوب اليك ثم عاد ثم قال ثم عاد ثم قال كتب في الرابعة من الكذابين في تفسير النيشابوري في تفسير هذه الآية (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) قبل علامة التوبة هجران اخوان السوء وقرناء الشر. ومجانية البقعة التي باشر فيها الذنوب والخطايا، وان يبدل بالاخوان اخوانا، وبالاحذان احدانا وبالبقعة بقعة ثم يكثر الندامة والبكاء على ما سلف منه.. والاسف على ما ضيع من عمره وايامه ولا يفارقه حسرة على ما فرطه واهمله في البطلان.. ويرى نفسه مستحقة لكل عذاب وسخط.. وهذا ما تدل على حقيقة التوبة.
محمد عباس اللامي – بغداد
/5/2012 Issue 4214 – Date 31 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4214 التاريخ 31»5»2012
AZPPPL

مشاركة