وما المطلوب من العراق؟
في نظرة سريعة من قبل اي متتبع لما يقوم به مثلث الشر من دور تلعبه هذه الدول بالنيابة عن محركي السياسة العالمية في واشنطن الذي حقق الكثير من اهدافة في تمزيق الامة ومحاولة التصدي للقضاء على محور المقاومة عبر تجنيد وتسليح وتمويل المجاميع الارهابية التي نشرت الموت والدمار وفق المخطط المرسوم لها بدقة ، وما حدث ويحدث حتى اليوم من احداث في دول عربية غيرت بشكل كبير كفة التوازن القوى بين العرب والعدو الاسرائيلي المحتل، فما خسره العرب في احداث ما يسمى بالربيع العربي بحسب مراقبين اكثر من مليون و300 الف قتيل واضعاف هذا الرقم من جرحى ومهجرين فضلا عن خسارة اكثر من 800 مليار دولار ولا يزال هذا النزف في الموارد البشرية والاقتصادية والبنى التحتية والعسكرية مستمراَ في سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين وحتى مصر وتونس والجزائر ودول عربية اخرى.
بعد هذا الاستعراض السريع والمبسط لما حققة تحالف هذه الدول الثلاث ومن يقف خلف الستار من نتائج عبر ادواتهم على الارض من تنظيمات ارهابية ومن تحالف معهم من مرتزقة وعملاء يأتي السؤال …
هل جاء الوقت لايقاف عمل هذه التنظيمات التي وصلت اعمالها الارهابية والمخطط لها الى اوربا ؟ سؤال قد يكون الاعلان عن التحالف الجديد عبر الاعلان عن تشكيل تحالف دولي يضم 34 دولة بحجة محاربة الارهاب !! الارهاب الذي كانت ولا تزال السعودية عبر افكرها التكفيرية ومناهجها المنحرفة واموالها الكبيرة سبب في انتشاره والتأسيس له عبر نشر هذا الفكر التكفيري خلال عقود من الزمن ليتحول الى اداة تحركه متى تشاء واين تشاء.
محاربة الإرهاب
ولكن يبقى سؤال آخر… هل سيكون هذا التحالف حقا لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل (داعش والقاعدة والنصرة والنقشبندية وأحرار الشام وغيرها من تنظيمات صنفت عالميا انها ارهابية ام ان له اهدافاً اخرى؟ وهو تصفية حسابات مع دول اقليمية بعينها ومنظمات وجماعات تقاوم المحتل الاسرائيلي وتعتبرها السعودية منظمات ارهابية مثل (حزب الله) اللبناني ومنظمة بدر وعصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العراقية والتي تحارب منذ أكثر من عام ونصف تنظيم داعش التكفيري الذي احتل أجزاء كبيرة من أرض العراق وتسبب بقتل الآلاف وتهجير الملايين من العراقيين؟ ما قاله ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان قد يكون الجواب عن هذا السؤال الكبير فقد اعلن بشكل رسمي
” ان التحالف الاسلامي العسكري الجديد الذي شكلته المملكة ويضم 34 دولة سيتصدى لاي منظمة ارهابية” مشددا على “ان هذا التحالف سوف لن يكتفي بالتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ولكن لاي منظمة ارهابـية تظهر امامنا” حسب وصفة !!!.
اذا لم يبق مجال للشك في ان هناك مجموعة من الاهداف التي يسعى الى تحقيقها هذا التحالف الجديد بقيادة السعودية التي سبق وان شكلت تحالف بقيادتها للحرب في اليمن وفشله الذريع في تحقيق اهدافها عبر (عاصفة الحزم) واول هذه الاهداف هو عودة الحياة الى عصفتها في اليمن والقضاء على خصومهم من انصار الله والهدف الثاني اخراج تركيا من مأزقها الحالي والحصار الاقتصادي والعسكري المطبق الذي فرض عليها من قبل روسيا بعد اسقاطها الطائرة فوق الاجواء السورية والهدف الثالث الاستمرار في مخططها الهادف الى تدمير سوريا اما الهدف الرابع هو تقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي والهدف الخامس هو المضي قدما في تدمير الموارد الاقتصادية لجميع الدول القوية في المنطقة العربية والاقليمية وعلى راسها الوقوف امام محور المقاومة بقيادة جمهورية ايران الاسلامية واخضاع مصر واخيرا تحقيق ما يصبو اليه الكيان الغاصب للقدس من اهداف مشؤومة جاء هذا الاعلان عن تشكيل هذا التحالف بقيادة مملكة الشر.
ولكن يبقى سؤال اخر مهم يطرح نفسه … هل سوف يحقق هذا التحالف اهدافه وفق المعطيات والتحالفات الجديدة التي تقف روسيا وايران في صدارة المتصدين له ؟
وما هو المطلوب من العراق في المرحلة المقبلة خصوصا ان العراق على راس الدول المستهدفة من قبل هذا التحالف بحجة الدفاع عن حقوق سنة العراق المهدورة كما يروج له بعض خونة الوطن والساسة العملاء وبعض الابواق الاعلامية والاصوات النشاز وايضا للمشاركة في عمليات تحرير الموصل بمباركة امريكية بذريعة منع قوات الحشد الشعبي (الشيعي) من دخول المناطق ذات الاغلبية (السنية) ؟ وبحــسب جميع المعطيات على الارض نعتقد ان العراق يمتلك الكثير من الاوراق التـي من الممكن ان تساعده في الخروج من هذه المؤامرة الكونية من خلال الاعتماد على قواتة الامنية والحشــــد الشعبي الذي لبى نداء المرجعــــية، وايضا الانضمام بشــــــكل كامل الى التحالف الروسي الايراني خـصوصا وان هذا التحالف اثبت مصداقية حتى الان في الابقاء على حليفهم السوري فضلا عن دعم ايران للعراق في حربه ضد تنظيم داعش الاجرامي.
طاهر الموسوي – النجف