ولادة ثانية ـ سعد عباس
أدين للقراء الكرام باعتذار عن انقطاعي الطويل عن الكتابة، وللزملاء والأصدقاء عن التواصل، ولـ الزمان بكامل طاقمها عن القلق الذي تسببت به جراء غيابي المفاجئ من دون مقدمات.
على أن المحنة العصيبة التي مررت بها كانت مفاجئة هي الأخرى، والحمد لله من قبل ومن بعد إذْ منّ عليّ باليسر بعد عسر، وبالشفاء بعد ابتلاء عظيم، وبحياة جديدة وولادة ثانية.
وكنت قبل محنة المرض التي طالت في مشافٍ ومصحات ومراكز تأهيل ومختبرات وصالات عمليات وغرف إنعاش مهموماً بما يجري في مصر، وها أنذا بعد أن تعافيت بفضل الله أجدني مهموماً أكثر من ذي قبل بحال مصر التي أرى أن أمتنا لن ينصلح حالها ما لم ينصلح حال مصر والعراق لأسباب فصّلتها في مقالات عديدة من قبل.
ليس في مقدوري أن أفي جميع من وقف معي في محنتي حقّه في الشكر والثناء، وفي المقدمة منهم أسرتي الصغيرة، ثم أسرتي الكبيرة الزمان ولا سيما عميدها البزاز، والأخ والصديق النبيل فاتح عبد السلام.
أطمئنكم جميعاً أن الله عز وجل أخرجني من المحنة أقوى مما كنت، وأعدكم أنني لن أتخلى عن دعائي الأثير قبل كل سطر أكتبه اللهم أرني الحقّ حقاً لأتّبعه، وأرني الباطل باطلاً لأتجنبه .
تغيّرت ملامحي بعض الشيء، وبات الشيب يغزوني، والتجاعيد تمارس سلطتها، إنما لم يتغيّر شيء من إيماني اليقينيّ بالقيم النبيلة التي أعدكم جميعاً بمواصلة الدفاع عنها بحكمة ومثابرة وصدق وإخلاص، بل أجدني الآن مطوّقاً بمسؤولية أكبر تجاهكم جميعاً في تكريس قلمي لهذه المهمة النبيلة التي تصدّت لها الزمان منذ انطلاقها مشروعاً تنويرياً في تسعينات القرن الماضي يمكن تلخيصه بـ لن ننال حقوقنا ما لم ندافع عن حقوق الأضعف في عالمنا .
اشتقت اليكم كثيراً، واشتقت الى الزمان ، والى القراء جميعاً من ينتقدني منهم بقسوة كي يقومّني، ومن يأسرني بمديحه النبيل ليشجعني.
اشتقت الى نخل العراق وشناشيله وفراتيه، والى أهرامات مصر ونيلها، والى كل الوطن من أقصاه الى أقصاه.
ويا أخي فاتح.. أسألك الدعاء.
سؤال بريء
ما أبلغ من قول الكسندر دوما كل الحكمة الإنسانية ملخصة في كلمتين الانتظار والأمل ؟.
جواب جريء
قول الأم تيريزا أعمال الخير حلقات تتشكل منها سلسلة حب .
AZP02
SAAB