وقد أعذر من أنذر – عبد الهادي البابي

وقد أعذر من أنذر – عبد الهادي البابي

نحن نأمل أن تكون هناك خطة حكومية جادة لتخفيف الأزمات – ولاسيما الأزمة الأخيرة في بصرتنا الحبيبة – الناتجة عن عدة عوامل أغلبها تتعلق بالجانبين الخدمي والمعيشي والتي طالب ويطالب بهما المواطن العراقي الذي له كل الحق في التظاهر بكل حرية والمطالبة (السلمية) بحقوقه المشروعة التي أقرتها له قوانين ودساتير الدولة قبل أن يقّرها هو لنفسه.. كما إننا نهيب بالحكومة أن لاتقفز فوق المشاكل من دون دراسة معمقة، لأن المراحل الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة لاترحم سياسة الأرتجال والمحاصصة..!

فكل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن وضعنا الحالي لايتحمل مزيداً من الأزمات ولايتحمل مزيداً من الكذب والمرواغة وتأجيل الحلول تحت حجج واهية ومبررات سخيفة..لإن الأمد قد طال على الشعب، وبدأ صبر الملايين من المحرومين والمستضعفين ينفد، وماعلى القائمين على شأن هذا البلد إلاّ العمل بسرعة وبإخلاص وجدية من أجل كسب الوقت وعدم ضياع فرصة التقارب مع الشعب وإعادة الثقة بالجماهير مرة أخرى.. وإلا فأنه ستقع محذورات كبيرة وليس محذوراً واحداً..!

إن منطق…أنا كل شيء..لم يعد له مكان في زمان الديمقراطية والحرية، وأن سياسة (أنا الدولة ….وغيري لا) أثبتت جميع الوقائع والتجارب السياسية الماضية فشلها، لإن الشعب هو الدولة..والدولة لاوجود لها دون الشعب..وإن المالك الواقعي والشرعي للدولة هو الشعب !!

فعلى الحكومة أن تكون حكومة خدمات وبناء وأن تُبعد الشعب عن ضجيج السياسة ومهاترات السياسيين وصراعات المناصب والمحاصصة اللعينة..!!

كربلاء