وخزة الكأس**

وخزة الكأس**
معد الجبوري الموصل
ربعُ قَرْنٍ،
تَوهَّجَ كالبرقِ ما بينَ عينيكَ،
ثُمَّ احتَرَقْ..
ربعُ قرنٍ،
أقمتَ بهِ مُدُناً،
ونسجتَ أساطيرَ،
طار على عجلٍ،
مثلَ ربعِ عَرَقْ..

كانت الكأسُ سَهْمَ كيوبيد،
كانتْ مُعَلَّقةَ امرِئِ قَيسٍ جديدْ..
وبِها كنتَ تُمسِكُ لؤلؤةً،
دُونَها لا يلذُّ الغَرَقْ..
أتَوارَتْ،
أم انَّكَ عنها تَواريتَ؟
لا فرقَ،
ها هِيَ ذي تتدحرجُ هابِطةً،
صوبَ وادٍ بعيدْ..
ثُمَّ تخفُتُ.. تخفتُ حتى تغيبَ،
وها أنتَ والكأسُ في مُفتَرَقْ..
فبِصدرِكَ يخبطُ صقْرٌ،
مَهيضُ الجَناحِ،
وحيدْ..
والزمانُ يُسَدِّدُ سَهْمَ المَشيبِ إليكَ،
ومِنْ شُرُفاتِكَ،
يدنو فَحِيحُ الغَسَقْ..

يا لَهذا الرماد الذي يتناثرُ،
فوق يديكَ،
لِيقطعَ عن وردةِ القلبِ،
حَبلََ الوريدْ ..
فيغور الندى،
ويسيل على وجنتيكَ،
اصفرارُ الشَّفَقْ..
فانظرِ الآن،
كنتَ قصيدةَ عشقٍ،
تضجُّ بصوتِ الينابيع،
كنتَ أميرَ الحرائقِ،
والخلقِ،
والعُنْفُوان،
وها أنتَ،
مثل قُصاصَةِ نثرٍ،
عليها ينامُ الجليدْ..
وهي تحلمُ أنْ تتنفَّسَ،
فوقَ الوَرَقْ..

أيُّهذا الذي..
لمْ تَزَلْ وَخْزَةُ الكأسِ،
بينَ أصابعِهِ،
وبأعماقِهِ لُغَةٌ تتلاطَمُ أمواجُها
إنَّ بيتَ القَصِيدْ..
أنْ تظلَّ،
إلى آخرِ الشَّوط،
تضربُ في لُجَّةِ الخَلْقِ،
ما دامَ فيكَ رَمَقْ..
/7/2012 Issue 4252 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4252 التاريخ 16»7»2012
AZP09

مشاركة