وجوه وأقنعة – سامي ال كصاد

وجوه وأقنعة – سامي ال كصاد

كثيرا منا سمع أو قرأ أو ربما كتب عن الحقيقة وصدقها ، فبحضورها يسود العدل وتخضر الحياة وينبعث الأمل وتستقر الموزاين وتكون النوايا صادقة ، فالبحث عنها بجد ومثابرة واخلاص يعني التخلص تماما من الكذب والنفاق والمكر والخداع ويصبح  الصدق سيد المواقف .

ان الكثيرين وللأسف يمتلك وجهان ، أحدهما بقناع وهذا النوع تراه مبتسما كثيرا وثرثارا ويتلون في كل لحظه كالحرباء خوفا من أن ينكشف فنراه يتواجد بين الناس وهو يرتدي قناعه المزيف السيئ ومثل هكذا نوع يصعب العيش معه او التودد والتقرب اليه، كونه لايعي الحقيقة وصدق النوايا  وهمه الاول هو تحقيق مبتغاه على حساب الآخرين ولو تسبب في ظررهم .

وعندما يشعرون أصحاب تلك الوجوه ، بالمخاطر وتنكشف اقنعتهم وتصبح حقيقتهم متداوله بين الناس عندها نرى وجوههم أسودة كنواياهم مرهقين ومتعبين ومنزوين مع انفسهم  لاوجود لهم مع الاسوياء والصادقين والسبب سقوط اقنعتهم التي اختبؤا خلفها .

ويقول بعض الحكماء ان الاقنعة تسقط حينما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك ، وحينما تصفعك اليد التي كنت تنتظر أن تمد لك العطاء وتظن انها سند لك ، وحينما يتنكر لك من كانت له منزلة في قلبك قد تتجاوز منزلة أقرب الناس اليك ، وحينما تركلك القدم التي كنت تظن أنها معينك.

 عندما نفقد الثقة بمن حولنا وتتغير أحوالنا نبدأ بالبحث عن حقيقة تجاهلناها كي نكتشف تلك الوجوه قبل سقوط اقنعتها ، لأننا اذا اردنا أن نعرف صدق نوايا تلك الوجوه يجب علينا أن نتأمل مواقف أصحابها وهذا الامر يبان عند حاجتنا لتلك الوجوه في المواقف والمصائب .

 وكثيرا ماتكون تلك الوجوه واصحابها رخيصة وانتهازية ، ودائما مايسعون الى بناء علاقات مصلحية وقصيرة وعلى اهوائهم ينهون تلك العلاقات حينها تسقط اقنعتهم وتتهشم كالزجاج المتناثر كونهم يفتقدون الى المبادئ الصادقة الزكية وحينها يخسرون انفسهم ومن حولهم فبعضهم يقدم مصلحته على صحبته وبعضهم يتخلى عنك وانت في امس الحاجة اليه .

وقديما قال أحد الشعراء:

جــزى الله الشـدائد كـل خير

عرفت بها عدوي من صــديقي

وقيل ايضا : تسقط الأقنعة عندما تنتهي المصالح و لكن الدنيا تدور والوجوه تتقابل من جديد في ظروف مختلفه وعندها لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعه جديدة (مجهول).

مشاركة