هيبة الدولة بقوتها – سامي الزبيدي

هيبة الدولة بقوتها – سامي الزبيدي

أهم ما يميز هيبة الدولة القوية على الصعيد الخارجي مكانتها المتميزة والمؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي وفرض سيادتها المطلقة على أرضها وسمائها ومياهها الإقليمية وحدودها وعلى الصعيد الداخلي فهيبة الدولة تتحقق بقوتها وبقوانينها العادلة وبأنظمتها الصارمة وبتشريعاتها النافذة وبحكوماتها القوية وبساستها وقادتها الأكفاء الوطنيين وبقواتها الأمنية والعسكرية المهنية المنضبطة وقادتها الأكفاء والمهنيين وهذه الأمور هي أهم مقومات هيبة الدولة وإعلاء شانها خارجياً وفرض سلطتها وإطاعة واحترام أنظمتها وقوانينها من قبل جميع المواطنين بدون استثناء داخلياً , فلا حزب ولا كتلة ولا كيان سياسي ولا طائفة ولاعشيرة ولا فصيل مسلح ولا أية قوة يعلو صوتها على صوت الدولة أو أن تتجاوز أنظمة الدولة وقوانينها وبالتالي تسئ الى هيبتها ومثل هذا الأمور نراها في كل الدول القوية التي يحترم شعبها  قوانينها وأنظمتها وحكوماتها وبالمقابل فالدولة تدافع عن شعبها بكل مكوناته وأديانه وأطيافه و تحترم المواطنين وتصون حرياتهم وحقوقهم وتحقق العدالة لهم وتؤمن جميع احتياجاتهم ضمن إطار القوانين السارية , ومن المعروف ان موظفي الدولة وكوادرها التعليمية والصحية والأكاديمية والخدمية وجيشها وقواتها الأمنية هم رموز الدولة وممثليها في سوح العمل وفي الدوائر وفي الشارع وفي نقاط التفتيش وفي أي مكان وهم الجزء المهم من هيبة الدولة ويجب ان يتم احترام جميع هذه التوصيفات من قبل الشعب لأنها تمثل الدولة وهيبتها وعندما تتم الإساءة والاعتداء على أي من هذه التوصيفات الوظيفية ولأي سبب كان فهو اعتداء على هيبة الدولة وهذا الأمر خطير جدا وللأسف قد استفحل في بلدنا ففي كل يوم تحدث اعتداءات على رموز الدولة وموظفيها الذين يمثلون هيبتها والأسباب معروفة وفي كل يوم نسمع ما يسئ لهيبة الدولة والتجاوز على رموزها وقوانينها من قبل أشخاص وجماعات وميليشيات وعصابات وحتى نساء محميات من سياسيين وللأسف دون رادع قوي يردع المتجاوزين ويصون هيبة الدولة والأمثلة على التجاوز على هيبة الدولة عديدة منها ان المدارس والجامعات هي منابر للعلم والاعتداء على كوادرها التعليمية من معلمين ومدرسين وأستاذة وفي مكان عملهم  جريمة كبرى ناهيك عن الاعتداء عليهم في منازلهم وفي الشارع  ومثل هذه الأمور تحدث للأسف في بلدنا باستمرار وقد توسعت وتطورت هذه الظواهر السلبية المسيئة لهيبة الدولة كثيراً ودون رادع قوي من الدولة حفاظاً على هيبتها.

وفاة شخص

والمستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم الخدمات للمواطنين أصبحت عملية الاعتداء على الأطباء والممرضين ظاهرة في بلدنا تحدث كل يوم لمجرد وفاة شخص أو عدم وجود دواء أو لأي سبب آخر رغم وجود قانون حماية الأطباء لكنه على الورق فقط فلا حماية للأطباء والكوادر الصحية بشكل جدي وقد اغتيل العديد منهم في دوائرهم أو عياداتهم أو في الشارع , وشرطة المرور بحكم عملهم فهم في تماس مباشر مع المواطنين ومعهم القوات الأمنية الأخرى وهم أهم رموز الدولة  الذين يتعرضون لاعتداءات مستمرة أثناء الواجب  فماذا يبقى منة هيبة الدولة  وما يحدث في باقي وزارات ودوائر الدولة من اعتداءات وتجاوزات على الموظفين أثناء الواجب لاتعد ولا تحصى , والمشكلة الكبيرة ان بعض الفصائل المسلحة التي تشكل جزء من القوات المسلحة تقوم بالاعتداء على نظيراتها من القوات المسلحة أمام أنظار المدنيين دون حساب وهي اكبر إساءة لهيبة الدولة , كما ان النزاعات العشائرية واستخدام العشائر لمختلف الأسلحة وما تسببه هذه النزاعات من خرق للأمن والسلم المجتمعي وما تسببه من مشاكل وخسائر بشرية ومادية هي تجاوز كبير على هيبة الدولة , وعمليات التهجير القسري والاستيلاء على أملاك المواطنين جهارا نهارا ودون ان تتدخل الدولة إساءة لهيبتها  ,عمليات الاغتيال والخطف وتفجير دور المواطنين وعجلاتهم والسرقات الكبرى لأموال الدولة والشعب التي استفحلت كثيرا دون رادع قوي هي تجاوز على هيبة الدولة, كما ان الفوضى على الطرق وعدم  احترام قوانين المرور وازدحام الشوارع بالتكتك والستوتات والدرجات النارية على اختلاف أحجامها وأنواعها ودون لوحات أرقام أو إجازات سوق هو تجاوز على هيبة الدولة وعلى حقوق المواطنين , ويبقى الفساد وسرقة أموال الدولة والشعب ودون إجراءات فاعلة لمحاسبة الفاسدين والسراق اكبر عمليات الإساءة لهيبة الدولة , ويضاف الى كل ما ذكرته أعلاه الاعتداء على قوات التحالف الدولي الموجودة بطلب وموافقة الحكومات العراقية المتعاقبة والاعتداء على السفارات الأجنبية اكبر تجاوز على هيبة الدولة وللأسف فان الدولة تضع نفسها في اختبار صعب في مثل هذه الاعتداءات والتجاوزات لانها تمس هيبتها وسيادتها وهيبة الحكومة وبالمقابل فان القصف الذي تتعرض له مدن العراق وقواتها المسلحة من قبل قوات التحالف الدولي ومن قبل إيران وتركيا تحت ذرائع شتى ووجود فصائل مسلحة معارضة لدول الجور على الأراضي العراقية هو اكبر تجاوز على هيبة الدولة وعلى سيادتها فمتى نرى في عراقنا دولة قوية مهابة من قبيل دول الجوار وكل دول العالم تحترمها  ولا تتجاوز على مدنها وأراضيها وقواتها وبالتالي على سيادتها تحت أي مبرر وتحسب لها ألف حساب ان حاولت الإقدام على مثل هذه الأفعال؟ ومتى نرى في عراقنا دولة مهابة من قبل جميع أحزابها وكتلها ومواطنيها وسياسيها وعشائرها وكل مكوناتها متى ؟

مشاركة