اللـه بالخير رياضة
هل كنا مثاليين؟ – اكرام زين العابدين
راجعت شريط رحلة منتخبنا الوطني في كأس آسيا قطر 2023 بحلوها ومرها بعد ان دونت بعض الملاحظات لاسيما وانا كنت في الدوحة وقريب من الاحداث التي جرت ، بعضها كان ايجابياً والآخر سلبياً.
من الملاحظات المهمة هو تواجد عدد كبير من اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم ، بعضهم كان من دون عمل رسمي ، ولا اعرف هل كانت ضيافتهم على نفقة قطر ام دفعها الاتحاد الذي يصرح بشكل دائم بانه يعاني من صعوبات مالية والدليل ان حكام الكرة لم يستلموا مستحقاتهم المالية لحد الان.
اما موضوع اختيار محل اقامة المنتخب فكان بفندق مزدحم غير ملائم ، وان ادارة المنتخب لم تنجح بعزل الفريق حفاظا عليه ، ومنع الجماهير والمتطفلين من التواصل مع اللاعبين ، لكي لا يتشتت تفكيرهم قبل المباريات المهمة .
وعمل مدرب منتخبنا الوطني الاسباني كاساس بشكل احترافي ، وقد تكون هناك بعض الضغوطات عليه لاختيار اسماء معينة ، او انه كان مجبر على اختيار عناصر اخرى لغياب بعض اللاعبين، وبقت معالجاته للأخطاء الدفاعية ضعيفة في بعض المباريات ، ودفعنا ثمنها بالخروج من دور الـ16 بعد الخسارة امام الاردن ، بالرغم من الاخطاء التحكيمية للحكم الايراني الاسترالي علي رضا والتي اثرت قراراته على الفريق ، وكذلك ظهور المدرب في برنامج المجلس بقناة الكأس يعد خطأ يحسب عليه وعلى الاتحاد العراقي الذي سمح له بالظهور .
وغابت المعالجات النفسية عن الفريق بعد الفوز على اليابان ، كان يجب تنبيه اللاعبين بعدم الافراط بالاحتفال لان طريق البطولة مازال طويلاً ، ويجب التركيز على الحالة النفسية للاعب العراقي التي مازالت بحاجة الى معالجات كبيرة ، ويرجع سبب ذلك للبناء غير الصحيح في بدايات اللاعب الناشئ ، والمدربين الذين لا يعرفون البناء الحقيقي ، ولا يعلمون اللاعب معنى احترام قرارات الحكم مهما كانت وعدم الاعتراض عليه.
ولا ننسى ان الثقة المفرطة للاعبينا بالفوز على الاردن كانت حاضرة من اجل موصلة المشوار ، لكنها كانت سلبية على الفريق وادت الى عدم احترام المنافس الذي استغل الشرود الذهني في الدقائق الاخيرة وحسم المباراة لصالحه ، لاسيما وان المنتخب كان يعاني من غياب القائد الحقيقي للفريق داخل الملعب ، وخاصة في الدقائق الحرجة من المباراة.
الاعلام العراقي وقف مع المنتخب الوطني في البطولة وساندة بقوة باستثناء بعض البرامج الرياضية التي كان هدفها تسقيطي ، وكانت تنتظر خسارة كاساس من اجل التنكيل به .
فيما حصل عدد كبير من المحسوبين على الاعلام الرياضي على اعتماد الاتحاد الآسيوي وهم من اصحاب الصفحات او البيجات ، مما سهل عليهم الدخول للمراكز الاعلامية وحضور المؤتمرات الصحفية، وتوجيه اسئلة غير منطقية للمدرب ومطالبته الاجابة عليها ، مما يدل ان اغلب هؤلاء لا يعرف اصول الجلوس بالمؤتمرات الصحفية وطرح الاسئلة فيها ، لذلك حصلت مشكلة بعد المباراة الاولى امام اندونيسيا ، وفي المباراة الاخيرة امام الاردن ، وان مسؤولي الاعلام في الاتحاد الاسيوي اشتكوا وكانوا ممتعضين من اسئلة الصحفيين بشكل فوضوي ، وتم سحب عدد غير قليل من الاعتمادات الصحفية ومنع اصحابها من التواجد في البطولات الآسيوية المقبلة.
الجمهور العراقي كان رائعاً متحمساً للتشجيع واعطى نكهة خاصة بالبطولة ، ولكن بعض التصرفات الفردية اثرت عليه من فئة لا تعرف معنى التشجيع بالبطولات الدولية خارج العراق ، وظهر تأثير غياب رئيس رابطة مشجعي المنتخب مهدي الكرخي لانه مشجع قديم ويعرف كيف يقود الجماهير ، وان الشحن الزايد مع مشجعي المنتخب الاردني كان عاملاً سلبياً على فريقنا ايضاً .