نريدها عراقية – اكرام زين العابدين

الـله بالخير رياضة

نريدها عراقية – اكرام زين العابدين

يومان فقط هي المدة الفاصلة لمباراة منتخبنا الوطني امام نظيره الاندونيسي والتي ستجري في مدينة جدة السعودية ضمن مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026.

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كعادته ظلم منتخبات عديدة ومنها العراق في مباريات الملحق الحالية ، وهذا الاجحاف ليس بجديد على كرتنا ، لاننا سبق وان تأهلنا لكأس العالم عام 1986 في مدينة الطائف السعودية بعد الفوز على سوريا بـ(3-1) علما ان لاعبينا لم يلعبوا اي مباراة في التصفيات على ملاعبنا للحظر الكروي الذي كان مفروضاً بسبب احداث الحرب العراقية الايرانية.

وبالتاكيد فان رد لاعبينا على الآسيوي كان ايجابياً داخل الملعب وخلال الـ90 دقيقة من المباريات ، لانهم نسوا كل شيء وتذكروا ان العراق يستحق منهم كل التضحيات واللعب بالاسلوب المناسب لكل مباراة ومشفوع بالغيرة المعهودة للاعبينا عندما تصعب الامور عليهم .

اننا نعرف طريقة لعب منتخب اندونيسيا المتمثل باسلوب دول شرق آسيا الذي يمتاز بالسرعة في نقل الكرات وتشكيل الخطورة على الفريق المنافس ، علما ان اسلوب الفريق تطور بوجود المدرب الهولندي باتريك كلويفرت الذي يسعى الى احداث نقلة نوعية بالكرة الاندونسية والتأهل الى المونديال من خلال الاستعانة بعدد غير قليل من اللاعبين الاوروبين من ذوي الاصول الإندونيسية .

وهنا نذكر بان منتخبنا نجح في التصفيات الحالية بالفوز على اندونيسيا ذهاباً واياباً وكذلك فاز عليهم في كأس آسيا بقطر 2024 والمباريات جرت خلال 6 اشهر وكان فريقنا تحت قيادة الاسباني كاساس الذي عرف كيف يتعامل مع هذه المباريات ويخرج منها بنتائج ايجابية ، لكنه فشل في نفس الوقت وعجز وبشكل غير مقبول عن حسم مباريات الكويت وفلسطين من اجل ضمان التأهل المباشر والابتعاد عن حسابات الملحق الحالية .

رضينا بالواقع المر بعد ان اهدينا البطاقة الثانية المؤهلة للمونديال للاردن ، ونستعد للمرحلة الجديدة وسنلعب في الملحق امام اندونيسيا والسعودية في غضون اربعة ايام بعد ان قرر الآسيوي منح مهمة التنظيم للسعودية وقطر ، ورفض ان تجري المباريات بنظام الذهاب والاياب .

وعلينا ان ننسى كل الماضي والتاريخ والجغرافية والنتائج الايجابية والسلبية الاخرى ، ونتذكر ان امامنا مباريات مصيرية تلعب من اجل قطع تذكرة المونديال المقبل ، وان هذه المباريات والفرص الذهبية لن تتكرر بسهولة ، وبأمكان لاعبينا ان ينجحوا في اجتيازها وان يسجلوا اسمائهم في سجلات التاريخ الكروي كما فعل اقرانهم في مونديال المكسيك ، وبانهم من حمل اسم العراق في كاس العالم 2026 ، وانهم كانوا على قدر المسؤولية ونشرو الفرح والسعادة في ارجاء العراق وجعلوا اكثر من 40 مليون فخورين بهم وبانجازهم الكبير وان اسماء لاعبينا ستنقش على صفحات الرياضة وسيتغنى بهم الجميع وبانجازهم المهم.

وتقع على الملاك التدريبي لمنتخبنا بقيادة الاسترالي ارنولد مهمة ترتيب اوراق الفريق والابتعاد عن المنغصات والمعضلات التي قد يسببها منافسينا خلال هذه الايام والهدف منها التاثير المباشر او غير المباشر على لاعبينا وجعلهم يركزون على الامور السلبية وينسون مهمتهم الحقيقية باللعب الايجابي وتحقيق الانتصار على منافسيهم وخطف البطاقة المؤهلة الى المونديال.

لذلك على لاعبينا نسيان كل الامور الجانبية الاخرى التي قد تحدث لاي سبب كان والتركيز على المهمة الوطنية ، واننا على يقين بان ربان سفينة المنتخب الاسترالي قادر على قيادة مركب الكرة العراقية الى شؤاطي امريكا بكل هدوء وبعيداً عن التصريحات النارية والمثيرة للجدل.

وتقع على الاعلام الرياضي وبرامجنا الرياضية وكل المهتمين بالكرة العراقية مهمة الحفاظ على الاجواء الايجابية والابتعاد عن خلق اي مشكلة او ثغرة من الممكن ان يستفيد منها منافسينا من اجل حسم الامور مبكراً والعودة ببطاقة التأهل الى بغداد.

مشاركة