موزنبيقيات

قبل مدة وجيزة نشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدمي القلب لشاب (في دولة الموزنبيق الشقيقة) نشأ في دار الايتام دون ان يعرف والديه .

 وبعد ان بلغ الثامنة عشر من العمر وجد نفسه مشردا في الشوارع بلا مأوى ومسجل لدى الحكومة (مجهول النسب) في حين سجله المجتمع على انه (نغل).

والنغل في اللغة هو الشخص المجهول الاب وهي مفردة يتداولها كثيرون في المجتمع رغم انها تعد خادشة للحياء ان قيلت او كتبت بصورة علنية!!

 لم نفعل في الخفاء ما نخشى منه في العلن؟!! اعتقد انه حان الوقت لكشف المستور، لننزل قليلا من ابراجنا العاجية لنرى حقيقة ما وصلنا اليه نتيجة (التغليس) والكبرياء فالاعتراف بالخطأ فضيلة لا وجود لها في اغلب مجتمع الموزنبيق اذ لا يزال الموزنبيقيون يتفاخرون بفضائل كانت موجودة قد لايمتلكون اغلبها حاليا ما ذنب هذا المسكين وكثيرون امثاله؟

لو كان الامر بيده لما اختار الحياة وهو حسب قوله حاول الانتحار مرات عدة لما تعرض له من تحرش وضرب واهانات وغيرها لانه ليس لديه (حزام ظهر) فلا اعمام له ولا اخوال لحمايته من وحوش المجتمع الموزنبيقي العشائري؟؟!!

انه اذا منبوذ من المجتمع (نغل) ومنبوذ وفقا للدين (ابن حرام) ومنبوذ عند الحكومة (مجهول النسب) لان امه رمته في الشارع وتخلى عنه والده، في حين بقي الشريف الذي اخذ الشاب عندما كان طفلا لقيطا الى دار الايتام يُسب ويُلعن كل صباح ومساء من الشاب وكل من ينبذه لانه لم يتركه ليموت ويصبح احد طيور الجنة . عندما شاهدت المقطع لاول مرة ابكاني، وعندما شاهدته للمرة الثانية خطر على بالي سؤال اصبح منطقيا هذه الايام ما هي قومية هذا الشاب؟ وما دينه؟ الى اي مذهب ينتمي؟ وهل يحب علي ام عمر؟

 انه لم يصرح بهذا لذلك سيلعنه الله ويلعنه اللاعنون في دنياه واخرته!!

انها احدى الظواهر السيئة لمجتمع الموزنبيق الشقيق، فأما نقتله ونتخلص من هذه الافة او نتقبله كأحد أفراد المجتمع وهو ما لن يحدث!!! صحيح انه قد يكسر قلوب الكثيرين الا انه ان تقدم لخطبة فتاة من احدى أسر هؤلاء المكسوري الخاطر عليه فانه بدل ان يتم رفض طلبه بأدب حسب الضوابط الاجتماعية قد يتعرض للضرب والشتائم كجزاء لتجرأه على شرف هذه الاسر لانه سيكون وصمة عار في جبين الفتاة واهلها لانهم سيصاهرون (نغل). العجيب هو لماذا كتب في هوية احواله المدنية (مجهول النسب)؟؟!!!

مادخل الحكومة في النسب؟؟ لماذا لم يعط اسم رباعي او سداسي ليتم تعريفه؟ الم يجعلنا الله شعوبا لنتعارف؟ هل مازلنا في عهد الجاهليه؟!! اليس جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات؟ اليس الكل تحت القانون؟؟ لم هذه التفرقة؟ الم يحن الوقت ليحاسب الموزنبيقيون انفسهم ويعملون على تصحيح اخطائهم قبل ان ياتي يوم وتدور عليهم الدوائر؟؟؟ ماذا لو بدأ هذا الشاب بالقتل والتفجير ليأخذ حيفه من المجتمع؟؟ فهو لا يملك ما يخسره بينما ابناء الاصل والفصل يملكون الكثير ليخافوا عليه ويحافظوا عليه.

ليث مالك

مشاركة