مواطنة بلا قيود
الانظمة السياسية في الدول الديمقراطية تتكون عادة من كتل وأحزاب وائتلافات فائزة في الانتخابات العامة وأخرى تخسر الجولة من حيث عدد الاصوات وتشكل الطرف المعارض داخل قبة البرلمان دون ان تشارك بالحكومة هذه القواعد الدستورية باتت من الثوابت التي اجمعت عليها الامم وحكوماتها وأقرتها دساتيرها الوطنية هذه المفاهيم لا تشمل الحكومات المستبدة او الدكتاتورية ، ففي العراق جرت دورتين انتخابيتين اقترع بموجبها الشعب لصالح الكتلة الاكثر عددا تشكلت على ضوئها الحكومة سواءً بالتوافق او الاتفاق ما بين الكتل السياسية ، حكومة رأت النور ولم ترى الانوار تكبلت بقيود حديدها نار الاحتلال واضطاد الاخوة الاعداء من معارضة الامس شركاء اليوم وأخوة الايام الخوالي ، الجميع يبحث عن اسرار المصالح ومتهرئات الكراسي والكل غرباء عن الارض والطبيعة والمتغيرات الديمغرافية والجيوسياسية للمجتمع ، فلا هذا يدري من اين يبدأ ولا ذاك يعرف كيفية التحاور مع شعب هزته الضواري من انظمة وساسة تزاحموا على مليء الجيوب الفارغات وتركوا لأصحاب الغربة الفتات ثم انقرضوا وذهبوا مع الريح الى حيث الفناء ، وما ان تبوأ الغرباء عنوة مقاليد السلطة وزمام المبادرة حتى وقفوا مذعورين من شدة رفض الارض ومن عليها والسماء ومن فوقها والأشجار هزت اثمارها المتصدعات وتساقطت لكي لا ينعم اركان الغربة وأشباحها وباتت الوهاد قاحلات وصناديق اموال المحرومين فارغات وأضحت الاجواء سوداء مرعبات ، الاحتلال ما زال جاثما على اشلاء مئات آلاف الشهداء وملايين الاحياء يعبث كما يشاء يتحكم بالقرار والتقرير وان خروجه وإنهاء وجوده كان تمثيلا وضحكا على عقول الغرباء كما هي مسرحية الديمقراطية ، رفض الشعب للعهد الجديد كانت صدمة مفاجئة لمن تآمر مع الغزاة على دك ثغور الوطن ، الغرباء من ساسة المكونات والقوميات والاثنيات باتوا حيارى من أمرهم وراحوا يبحثوا عن سبيل البقاء بين اكوام دفاتر الماضي السحيق حتى عثروا على حبل نجاة تآكل نتيجة تعرية الزمن وتكالبوا عليه ووجدوا في ثناياه ضالتهم المنقذ المهلك (المشروع الطائفي وشحنه) بعد ان طرح كمشروع سياسي وديني مضلل لعقول البسطاء دعاة الحقوق من الناخبين ، ولكن جرت الرياح عكس ما تشتهي الغربة ، فإنقلب السحر على الساحر بعد ان تأكد المخدوعين من ابناء الشعب بأن الحديث عن الدين والمذهب ما هي إلا لعبة قذرة يقف الاحتلال الامريكي خلفها لكي يثبت اقدام الغرباء القادمين معه ، وحلت الفاجعة بعد ان صحت الامة وإذا اموالها منهوبة وأعراضها منتهكة وأحلامها مسلوبة ومقدساتها مدنسة والإرهاب الاعمى يفتك بأرواحها ولم يقف اولئك الساسة عن اكاذيبهم ومازالوا يمارسون بقايا الشحن الطائفي الذي يثار كل جولة انتخابية . والله المستعان
سفيان عباس- تكريت
AZPPPL