من يورط مَن؟


من يورط مَن؟
فاتح عبدالسلام
تراخت التصريحات الأمريكية الأخيرة أزاء المليشيات المتهمة بانتهاكات والمدعومة من ايران في حين تشددت قوة لهجة المسؤولين الأمريكيين ضد الحكومة العراقية وجيشها حين قال وزير الخارجية جون كيري أن الجيش العراقي يفتقد روح القتال. وجاء الاستدراك الأمريكي الذي لا يوحي بالتراجع الكامل عن فحوى تصريحات كيري ذاته ، عندما أشاد نائب الرئيس بايدن بشجاعة وتضحيات الجندي العراقي.
ماذا يحصل بالضبط ، مَن مع مَن ومن ضد مَن.
وهل يمكن تصديق القراءة التي تتجاهل التقارب الامريكي الايراني حول توقيع الاتفاقية النووية. كل شيء مرهون بذلك التقارب الذي يعني أشياء أكبر كثيراً من الاتفاق النووي المهم ليصل الى إلاعتراف بالشيطان الأكبر .
فتح معركة الانبار عمل ذكي جداً تتم الإفادة منه من أكثر من طرف بامتياز وعدم تعارض غالباً. صار المجال فسيحاً ومفتوحاً لفرز الخنادق والأوراق بعد شهور من استنفار جميع الأضداد. من هنا التلاسن الامريكي حول الفشل والنجاح والتلميح الى الحاجة الى مشاركة المليشيات في استعادة الانبار او لنقل مركزها الرمادي.
أمريكا تقصف أهداف تنظيم الدولة الاسلامية وتشد خطوتها الى هدف مركزي واحد هو النجاح لكن ليس بأي ثمن لكلا الطرفين. قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني يدعي ان الطيران الامريكي لم يقدم شيئا للقوات في الرمادي .
أشم رائحة توريط امريكي لايران لتنفش ريشها وتدخل الى العراق بثقل عسكري متميز.
جميع الالعاب التمويهية والتهم العميقة سيقت في غضون معركة الانبار ن ولم يعد هناك الكثير من الاوراق للتمويه.

رئيس التحرير 

لندن