صورة في رواية الحرز
من يسرق الطماطة أيها الوطن؟ – نصوص – جاسم الحبجي
صدرت رواية “منسرق الطماطة ايها الوطن ” عن دار الفارابي بيروت 2009م ط1 في 216 صفحة للروائي العراقي المغترب عبد اللطيف الحرز يحمل عنوانها مضامين الماساة العراقية ويتساءل الروائي من خلال عنوان الرواية “من سرق الطماطة ايها الوطن” عن وطنه الذي تركه قسرا بسسب الدكتاتورية بحثا عن نسيم الحرية .
العنوان يحمل في طياته الكثير من المعاني العامة والخاصة فهو اولا استفهامي يسال فيه الروائي الوطن بكل مافيه من قوميات واديان وطوائف عن الذي سرق الطماطة في وطنه الذي بقي يعيش داخل الروائي ورمزية الطماطة هنا تشير الى قوت الشعب العراقي بصورة عامة واهل الزبير مدينة الروائي التي اشتهرت بزراعة هذا المحصول في الشتاء عكس الموسم حيث يزرع في باقي مدن العراق ان سؤاله الاستفهامي استنكاري له خصوصية وعمومية في نفس الوقت فالخصوصية الجغرافية هنا لاهل الزبير والعمومية هنا الى قوت الشعب العراقي المنهوب الذي يشكل اكبر ثروة نفطية في العالم واحد من اغنى البلدان يعيش شعبه في فقر مدقع بسبب السرقات والفساد الذي يضرب مفاصل الدولة منذ سنين .فحتى ماء شط صحراء مدينة الزبير تمت سرقته منذ زمن بعي في هذا الوطن ص14.اختار الروائي احد اصدقائه ومن رموز مدينته ليساله عن وطنه “صدقني ياصاح :هم باعونا كما باعو الوطن من اجل لاشئ هؤلاء وان بدوا فقراء الا انهم جزء من الطبقة الارستقراطية بنية وعقلا ووجدانا ص 15 هذه الطبقة باعتهم بصورة لم يكن ليصدق المعتزله وافكارهم مايفعله هؤلاء بالوطن الان .الروائي الانسان المغترب هنا يبحث عن وطن سرق فيه كل شيء كان يبحث عن القصب الذي قضى من الشيخوخة في الهور وبكاه الجاموس وعن امهات تساقطن جنبا الى جنب مع اولادهن دفاعا عن الماء وعن الزوارق والمشاحيف التي طافت مع اخر جثث المقاتلين في المعارضة العراقية التي سرق اسمها رجالات حزب البعث وعن الايتام والمراهقين الذي دخلوا الى معسكرات بائسة داخل الاراضي الايرانية ص18كان يبحث عن شمس البصرة والزبير والاهوار التي بدت جد مختلفه عن شمس مدينة سدني تلك الشمس غابت ولم تشرق مرة اخرى .ص82.
“بقتل الحسين في كربلاء تبتدئ السنة الهجرية وبموت السياب غريبا عن البصرة وجيكور تفتتح السنة الميلادية لماذا ايها القدر ص83يبحث الروائي في العراق الجديد عن المثقف والثقافة فيجده محاصرا فالناس يؤمنون هنا برب العمل او الحزب الواحد لذلك فالغدر اصبح اما من رفيق العمل او شريكك في الحزب او الدين لقد تحول المثقف من جبل جليدي الى جبل يحمل فوهة بركان يتصبب نقد وفلسفة وادب تحولت الصحيفة الثقافية في المنفى الى صحيفه سياسية داخل الوطن ص90
يبحث الروائي عن المدينة الفاضلة المسروقة في وطنه المدينه النظيفة ليس بمعنى شوارعها خالية من القمامه لا وانما بمعنى مدينة الانسان الذي ينشد الكمال النظافة الروحية والعقلية فالنظيف روحا لا يرضى بالقذاره الخارجيه لذا فنظافة الشوارع هي جزء من نظافة سكان المدينة وارواحهم فان تكون الشوارع متسخه معناها النفوس متسخة المدينه النظيفة لاتبنى قسرا هي عملية تحرر داخلي فالكثير من الذين استوطنوا المدن الاجنبيه وباتت لهم جوازات وجنسيات اخرى ظلوا متسخين بل هم اليوم اكثر قذاره فالذي لايراجع نفسه يصبح مزبلة حقيقية لافكار والمعتقدات الخاطئة ان لم تراجع نفسك ستتبعك المدينة المتسخه اينما ذهبت ان لم تحرر عقلك من هيمنة الافكار والمعتقدات الموروثة وتبني نفسك بنفسك سوف تغدوا مدينة قمامه عفنه ص99.

















