من الهدنة المؤقّتة إلى النصر الدائم – محسن القزويني
اضطرت اسرائيل اخيراً إلى الاذعان للارادة الدولية ووقعت على اتفاقية الهدنة الموقتة تحت تأثير العامل الدولي والاقليمي.
فمن ناحية استجابت اسرائيل للضغط الامريكي الاوربي الذي صنعته الاحتجاجات الشعبية المليونية التي اجتاحت عواصم اوروبا وامريكا مطالبة بوقف اطلاق النار في غزة، ومن ناحية اخرى كان للموقف اليمني بالتلويح باغلاق مضيق باب المندب أثره الحاسم في تسرع اسرائيل بالتوقيع على اتفاقية الهدنة، ولم ينس ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام ان يشكر ابطال اليمن على مبادرتهم عشية اعلان الهدنة. ولكي لا تبقى هذه الهدنة موقتة باربعة أيام وبعدها يعود الكيان الصهيوني ليمارس العربدة في قتل الأطفال والنساء، على المجتمع الدولي والاسلامي والعربي التحرك سريعا لتحويل الهدنة الموقتة إلى انتصار دائم لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واول مهمات المجتمع الدولي هو تقديم الكيان الصهيوني ونتانياهو والزمرة التي شاركته في جريمة الابادة إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لينالوا جزاءهم العادل على جرائمهم التي فاقت كل التصورات في قتل أكثر من أربعة عشر الف مدني بينهم عشرة آلاف طفل وامرأة. ولكي لا يفلت هذا الكيان من العقاب لابد من تحرك دولي وشعبي نحو هاتين المحكمتين؛ الأولى محكمة العدل الدولية التي تختص بالنزاعات الدولية وتُقدّم الدعاوي من قبل الدول المتضررة، فعلى السلطة الفلسطينية وهي عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة تقديم الطلب إلى محكمة العدل الدولية بالتحقيق في جرائم الابادة التي قامت بها اسرائيل وذلك حسب البند (ج) من المادة 36 من النظام الأساسي للمحكمة وأيضا مطالبة اسرائيل بالتعويض عما ارتكبته من دمار وسفك للدماء حسب البند (د) من المادة نفسها.
جرائم حرب
اما مسألة الابادة الجماعية التي ارتكبتها اسرائيل بحق الفلسطينيين فهي من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي تبت في قضايا تتعلق بجرائم الحرب والابادة وجرائم ضد الانسانية وهي ما تتعلق بالمجرمين وليس بالدول كما هو الحال في محكمة العدل الدولية، فالتحرك في هذه المحكمة يأتي مكملاً للتحرك نحو محكمة العدل الدولية لينال الكيان الصهيوني ومجرمي الحرب العقاب العادل على جرائمهم.
والأمر الثاني الذي يمكن القيام به خلال ايام الهدنة هو فضح ما ارتكبته اسرائيل من جرائم في قتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس ودور العبادة إذ لابد للاعلام العالمي أن يأخذ دوره ويتحمل مسؤوليته في نقل ما لم تُشاهده عيون العالم من جرائم ارتكبتها اسرائيل ذكرت البشرية بالنازيين والمغول، لابد من كشف الكيان الاسرائيلي على حقيقته وتعريته امام البشر، الأمر الذي سيزيد من النقمة الشعبية على هذا الكيان ويضاعف الاحتجاجات الميونية وبالاخص إذا حاول نتانياهو أن يستأنف الابادة ضد الشعب الفلسطيني مرة أخرى.
ويأتي هذا التحرك الشعبي ضد جرائم اسرائيل في سياق التحرك الدبلوماسي لايقاف عجلة الحرب وذلك بالضغط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن باتخاذهم قراراً في ايقاف الحرب بصورة نهائية، وهو ما لا يُريده نتانياهو وزمرته إذ ان ايقاف الحرب يعني خروجه منها خاسرا إذ انه يبحث عن اي انتصار ولو كان تافها لتبرير ما ارتكبه من حماقة خلال 48 يوما من القتال كانت الحصيلة الوحيدة هي قتل الأطفال والنساء، إذ لم يستطع خلال هذه الفترة من تحرير رهينة واحدة من المحتجزين ولا أن يوقف رشقات صواريخ القسام الموجهة إلى تل أبيب وعسقلان وغيرها من المدن الاسرائيلية فكيف بالهدف الذي ما فتأ وهو يردد عبارته في القضاء على حماس.
ومن الأعمال التي يجب على المجتمع الدولي و الإقليمي القيام به؛ الدفاع عن الشعب الفلسطيني بما اوتي من وسائل سياسية واقتصادية وحتى العسكرية لتأديب الكيان الصهيوني إذا واصل القيام بجرائم مرة أخرى ليتأكد بنفسه أن لاستمراره في الحرب ضريبة عليه أن يدفعها، ويأتي على رأس هذه الوسائل تسليح الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ليصبح قادرا على الدفاع عن نفسه بدل تلقيه الرصاص بصدور عارية.