منعم سعيد يجرّد أعماله من الزمان والمكان
الطين وألسنة النار يتناغمان عند شواطئ الجنوح
الديوانية – ياسين ياس
(شواطئ الجنوح) هو عنوان احدى المسرحيات التي شاركت في مهرجان ربيع المسرح العراقي الاول الذي اقيم في الديوانية الشهر المنصرم والتي حصدت جائزة احسن سينوغرافيا واحسن اخراج للتمثيل الصامت.
هذه المسرحية وفن التمثيل الصامت كانا محور حديث جمعنا بالمخرج منعم سعيد.
{ من هو كاتب النص للمسرحية؟
– النص للكاتب قاسم محمد الذي كتبه على شكل قصيدة شعرية تحت تسمية مسرحية بصرية بعنوان (منلوج الخوف والرجاء عند شواطئ الجنوح) ارسله الفنان قاسم محمد بشكل شخصي لي لكوني متخصص في فن (بانتومايم).
وبعد قراءة النص تم وضع سينوغرافيا ليصلح كعرض في الفضاء وبتقنية لها علاقة بمادة الطين كمادة اساسية للعرض وقمنا بالتدريب مع جماعة الديوانية للتمثيل الصامت فكان تقديم عرض في الفضاء باستخدام خامات جديدة لم يستخدمها المسرح العراقي والعربي والنادرة حتى في المسرح العالمي لتكون هذه المادة محفزا للتكوينات الجسدية والبصرية في توصيل فكرة العرض اضافة الى استخدام الحبال (والكواني) والخشب وجسد الممثل في هرمونية لونية وتداخل لوني بفعل ألسنة النار الطبيعية التي كان لها دورا مهما في تحريك الظل في اجساد الممثلين المتحركة فتجد الشراع والجسد والحبل وقطعة الجلد كأنها تتناغم مع البعض لفرض الفكرة في عين المتلقي واستطعنا ان نعمل على انشاء موضوعة تحتية متحركة في الفضاء ومدة العمل 45 دقيقة علما ان كل اعمالي مجردة من الزمان والمكان واصر عليها لسبب واحد هو ان العمل يكون قاسم مشترك لكل الاطراف وفي كل الازمان وكل الامكنة فهذه العروض قد تكون قدمت قبل الف عام او بعد الف عام!
{ متى تأسست جماعة الفن الصامت؟
– عام 1978 تاسست جماعة الديوانية للتمثيل الصامت وانا اقيم دورات وورش في تقنية الجسد لاختار شباب جدد ليكونوا اعضاء في هذه الجماعة اما الذين رأيتهم في هذا المعرض فهم من اكثر من جيل منهم جيل مؤسس والجيل الثاني والجيل الاخير وهم طلبتي في معهد الفنون الجميلة في الديوانية مثلا جيل مصطفى مهدي ومحمد الكناني وصفاء محمد وامجد جلاب وعلاء كاظم هم غير جيل سيف الدين وعلاء الدين ومنتظر سعدون بينما الممثل الرئيس بدور النحات هو اقدم هذه الاجيال كلها اي انهم مجموعة متنوعة من اجيال عدة تضمهم هذه الفرقة.
{ حدثنا عن تقنية العرض المسرحي؟
– التقنية التي رايناها في هذا العرض من خلال الطين هي تقنية غير متكررة في عروض اخرى فمثلا في مسرحية (القلق) استخدمنا التقنية الحديثة للحاسوب واستخدمنا الحاسوب ايضا في مسرحية (الموجز) حيث تم الخلط بين السينما والحاسوب في بث الصورة في الفضاء دون عارضات وانما على بخار الماء لتحصل لدينا ثلاث صور لممثل واحد متحرك وهذه الطريقة تستخدم لاول مرة في العالم.
ولا بد لي ان اشير انني تاثرت بالفنان مارسيل مارسو بعد مشاهدتي له من خلال التلفزيون وهو يقد شابلن ولي هاجس اخر ان اقدم عرض لجماعة التمثيل الصامت وهم يمثلون مسرحية في الجو بلا رافعات ولا حبال وهو ما اعمل عليه في مسرحية (حالات وتحولات الاحياء والاشياء والتي نقوم بالتدريبات عليها حاليا.
هل تخصصك بالتمثيل الصامت فقط؟
لم يكن نشاطي المسرحي في فن التمثيل الصامت محصورا في العراق بل كانت لي عروض خارجية في اليمن والاردن والسعودية وبلدان اخرى غربية واسست فرق في هذا الاختصاص في دول عربية عدة ودرست هذه المادة في الجامعات العربية ومعهد الفنون الجميلة في الديوانية.
/4/2012 Issue 4166 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4166 التاريخ 5»4»2012
AZP20