ملوك وعبيد (2)

ملوك وعبيد       (2)

خرج الملك من عرينه وزئيره عالٍ وجعل حراسه وخدمه يأتون مسرعين ليقفوا امامه  فقال لهم: اريد مجلس الحكماء في الحال ليتجمعوا في قاعة التباحث بلا تأخير.

ماهي الا دقائق حتى اكتمل الحضور وبدأ الملك الكلام: انتبهوا جيدا ياسادة اريد توجيه دعوة الى اقراننا من باقي الحيوانات المفترسة لنتفق على مايغير نمط حياتنا هذه الذي يؤول الى نهايتنا الحتمية  لكنني في حيرة مما سنقدمه لهم فهو بمثابة تمليكي السلطة عليهم في القرار فهم جائعون ومتلهفون للطيبات من الطعام الطازج.

حكيم1: نقوم بغزوات ونقتاد بعض الاسرى من هنا وهناك.

حكيم2: انها مخاطرة فهم متحدون تكفينا القردة فاعدادهم هائلة لتجعلنا فئران هاربة.

حكيم3: ماسأقوله خطير لكنه مهم جدا ايها الملك انت تريد حربا ونصرا قويا وسريعا وهذا لن يكون الا بوحدتنا نحن الوحوش كلنا  وهذا الامر سيجعل لك معارضة فاظن ان مسألة الوليمة ستُحل بهم .

الحكماء بصوت واحد (احسنت  احسنت)

الملك : اجل ايها الحكيم احسنت انزلواجميعا الان الى الساحة وحدثوا الناس وأتوني بالمعارضين الى هنا لأقنعهم بنفسي .

ساعة مرت وسط شغب وصراخ وقدم الحكماء ومن خلفهم اسود ممتعضون من الامر المرجو وغير راغبين في الحروب  دخلوا القاعة ثم اغُلقت الابواب والملك جالس ينظر فأشار للجميع بالصمت والجلوس وسماع ماسيقول ككلام اخير: ايها السادة انكم اهلنا وشعبنا والذي من الصعب جدا ان نتنازل عن ارضائه لكننا مضطرون لان نجعلكم شهداء لقضية كبرى فبدمائكم ستبقى الاسود على الارض أسيادا جبابرة.

تلفت الجميع حين لم يفهموا مايرمي اليه الملك فأشارالملك لحراسه الاشداء ليبدأوا بعد خروجه بما مطلوب منهم وهو قتل المتآمرين والرافضين لأوامر الملك هندس الصنديد وتم توفير موائد الوليمة على ابهى وجه واعلى قيمة.

اسرعت الاسود رسل الملك هندس حيث ممالك الوحوش يوزعون رسائله وهو يحييهم ويدعوهم لوليمة شرف ولقاء ودي ولمّْ شمل وتقدير واندست رسالة مهمة يؤكد فيها هندس على دعوة الثعلب منذور للقدوم واهمية الحضور.

وتم نصب الوليمة الفاخرة منها اللحوم المشوية والمسلوقة والنيئة فحال الوحوش تغير وقد تكون انيابهم متعبة من اكل اللحوم الفاسدة.. وربما بعضهم احتاج ان يأكل شجرة او حشرة بخفية ممن حوله خوف ذله.. كل ذلك فكر به هندس كي يجعل ضيوفه مسترخين ولكلامه متقبلين.

حضر الكل تملأ وجوههم الفرحة ينظرون الى الملك هندس بوقارواجلال أما هو فجعل جلسته عالية لينظر الى الجميع بتمعن وسطوة وعيونه تملؤها القوة.

بدأ مخاطبا: ايها الملوك الموقرون كم يسعدني جلوسي بينكم اليوم انه لشيء عظيم  فعندي سؤال مهم ولن أكمل حديثي الا بجوابكم عليه فحياتنا في خطر وانقراضنا أتٍ بلا شك.

ارتفعت الاصوات من هنا وهناك: لك ماتطلب ايها الملك العظيم فمازلت انت الملك ذاته القديم.

تهلل وجه هندس واراد ان يكمل فسمع (قرضة وابتسم الثعلب منذور) . صمت هندس قليلا ثم قال: اذن افهم من هذا انكم تنتخبونني رئيسا لهذا التجمع؟ (صوت قرضة اخرى وابتسم الثعلب منذور) تغير وجه هندس فأمسك غضبه. اجاب الكل: ننتخبك ايها الملك المقدس ونتبعك حيث تأمر وترشد.(صوت قرضة اخرى وابتسم الثعلب)هنا زمجر الملك قائلا: اسمع صوت قرض منذ وقت انه لشيء مهين على مائدتي افهم انه تحقير ليُشعرنا من يفعله اننا ماعدنا وحوشا بل فئران فمن هو ليتكلم ويعطي رأيه او يتركنا ويخرج في الحال ؟

هنا تململ الثعلب منذور مؤشرا للملك رغبته بالكلام فظهرت انياب هندس في الحال فاسرع الثعلب بالكلام: مولاي الملك المقدم على كل الملوك( اغلق هندس فمه فاختفت انيابه وهدأ من أثر لباقة منذور وسرعــــــة جوابه وأشار له ان يكمل).

الثعلب منذور: مولاي اتقدم اليك باحترام وشكر كبير لدعوتك إلي الى هذا الجمع الخطير لقد فهمت سبب دعوتك وخطرت لي فكرة رائعة فجلبت معي جرذا وهو من سيحمل تنفيذ الفكرة فأغفر لي تجاوزي على الدعوة المفردة لكنني اردت اختصار الوقت فالخطة تحتاج السرعة الدقة.

ابتهال خلف الخياط – بغداد

مشاركة