العراق يتألق في معرض للتشكيليات بتونس
ملتقى المبدعات العصاميات يختتم أعماله – نصوص – فائز جواد
في رحاب الإبداع يتلاشى القيد وتنبثق الحرية الخلاقة كاختيار لا محيص عنه ولعل هذه القناعة الراسخة في دعم الإبداع النسائي تمثل ركيزة بناء الذات المبدعة وانفتاحها على محيطها الثقافي بتعدد إبعاده ، تندرج الدورة الخامسة عشرة للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي ضمن اختيارات وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير في الانفتاح على أفاق النتاجات الإبداعية ذات الخصوصية والمساهمة في نحت المشهد التشكيلي من خلال عرض ألأعمال الفنية للفنانة العصامية التي تفاعلت مع رهانات العصر وتخطت كل الحواجز لتجد لها فضاء ايجابيا للتعبير عن ذاتها الخلاقة.
بهذه الكلمات التي ألقاها مدير المركب الثقافي بالمنستير محمد جقيريم افتتح الملتقى بدورته الخامسة عشرة وتحت شعار (نشيد ألإرادة ) وبمشاركة فنانات تشكيليات بلغ عددهن 72 فنانة من الدول تونس – العراق – ألمانيا – اليابان – تايوان والتي امتدت للفترة : 22 – 24 من شهر ايار من العام الحالي .
الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي أصبح علامة بارزة في المشهد التشكيلي التونسي والعربي التي باتت تميّز هذه التظاهرة الفريدة من نوعها على مستوى العالم العربي والعالمي، من خلال الورشات المتنوعة والمداخلات واللقاءات والمعارض.
حيث كانت مشاركة العراق من خلال الفنانة التشكيلية فاطمة العبيدي والتي دعيت وللمرة الثانية إلى هذا الملتقى بعد مشاركتها الفعالة في العام 2014 في الدورة الرابعة عشرة للملتقى. إعمال الفنانات المشاركات جمعت كل المدارس الفنية كون الجهة المنظمة تركت الحرية الكاملة للفنانات في الرسم بأية صيغة يرغبن بها وسيبقى معرض الملتقى مفتوحا ( بعد انتهاء فعاليات الملتقى ) لغاية منتصف شهر حزيران الجاري حيث ستقوم لجنة من وزارة الثقافة باقتناء خمس لوحات لتصبح من مقتنيات متحف الوزارة في العاصمة تونس .
وتضمنت فعاليات الملتقى إقامة ورشات جماعية في مجالات ورشة الرسم الزيتي / بأشراف الفنان علي البرقاوي. ورشة الرسم المائي / بأشراف الفنان علي دلدول . ورشة الخزف / بأشراف الفنان ياسين قلالة . ورشة الكرافيك والطباعة / بأشراف الفنان كريمة بن سعد وكذلك كانت هنالك لقاءات حوارية في تناولت مواضيع تثاقف الشكل والمادة في التجريب التشكيلي . جلسة حوارية حول الفنون البصرية ومفردات التأويل / بأشراف الفنان سامي بشير . عرض تطبيقي حول المنظور في الفضاء التشكيلي / بأشراف الفنان سمير شوشان
وتم افتتاح معرض الملتقى من قبل عضو مجلس نواب الشعب التونسي السيدة هالة عمران ومديرة إدارة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة التونسية السيدة هاجز الزحزاح مع المندوب الجهوي للثقافة بالمنستير سمير زقية ومدير المركب الثقافي بالمنستير محمد جقيريم .
وأشار مدير المركب الثقافي ومنظم الملتقى إلى إن اللجنة المنظمة قد اختارت خلال هذه الدورة 72 فنانة للمشاركة من مجموع أكثر من 200 فنانة تم ترشيحها للمشاركة في هذه الدورة الخامسة عشر. حيث أشاد المسؤولون وإدارة الملتقى والفنانون المشرفون على التنظيم بعمل الفنانة التشكيلية العراقية فاطمة العبيدي وابدوا سعادتهم الكبيرة وفخرهم للمشاركة الثانية للعبيدي في هذا الملتقى وذكروا إن مشاركتها تعد إضافة كبيرة لمستوى الملتقى لما لها من صدى كبير في واقع الحركة التشكيلية العربية والدولية لمشاركاتها العديدة في المحافل والمهرجانات العالمية ونيلها الجوائز الذهبية والألقاب العالمية التي كان من شأنها رفع اسم ومكانة المرأة والفنانة التشكيلية العربية إلى ألأعلى لتضع بصمتها واضحة في المراتب العليا للحركة التشكيلية العالمية .
وفي حفل ختام الملتقى تم توزيع الشهادات التقديرية للفنانات المشاركات من قبل عضو مجلس نواب الشعب التونسي علي بنور والذي ما إن رأى العلم العراقي الذي تتوشح بها الفنانة فاطمة العبيدي . بادر إلى تقديم لها باقة ورد كبيرة . والقي كلمة ترحيب بها في بلدها الثاني تونس الخضراء وتمنى إن يعود العراق إلى ما كان عليه من رقي وأمان وان ينعم شعب العراق بالسلام ليخطوا مجددا إلى ألأمام بسواعد أبنائه البررة ودعا المرأة التونسية بألأٌقتداء بالمرأة العراقية الصابرة على الشدائد والمتأملة في غد أفضل لأبنائها.

















