مكاتيب عراقية يا أيها المخبّلون علي السوداني
سنؤجّل اليوم مُكرَهين مجبرين يائسين ولو إلى بعد حين ، الكتابةَ التي تفتح بيبان وشبابيك الأمل والحلم والبهجة والعافية ، ونذهب إلى نسج حروف القنوط واليأس والّلا جدوى والكلام الذي يدكُّ الجسمَ دكّاً ، لحمهُ وعظمهُ ودماغهُ . أحلام الصحو مثل أخياتها منامات اليقظة ، لا تشدُّ جرحاً ولا تُسكتُ عياط معدة . لقد ضاع الحلُّ وانفرطتْ حباتهُ وتطشّرتْ من بين أيدي العراقيين المريضة . لا تقلْ لي أيها العراقيّ الذي غدر وخان نفسه ، إنَّ عمرك سبعة آلاف سنة وانك أول من أنتج حرفاً وقصيدة وقانوناً وملعقة ونظام ريّ وقيثارة وزقّورة وعشبة خلود وآلهة للخصب والجمال والرعد والمطر . لقد تعفّنتْ فوق رأسك جبال الأيام ، فصرتَ تحبُّ لنفسك ما لا تحبّ لأخيك ، وذهبتَ الى هابيل وقابيل ويوسف وإخوتهِ ، وانتقيت الفصل الدونيَّ من الحكاية وفزتَ به وفاز بكْ .
لا تتذاكى وتتعيقل وتتخيلف وتخدعني بفكرة أنّ عمرك خمسة آلاف سنة أو سبعة أو تسعة ، بل قل لي من أنت الآن . اجلسْ أيها المغرور المريض عند ركن الاعتراف وانزع قناعك ولباسك حتى وريقة التوت . مِنْ أيّ طينة بائسةٍ انصنعتَ لتكفّر أخيك في الأرض أو مثيلك في الخلق . أيّ دماغ هذا الذي تريد أن تمشّيه برأسي واليتامى ، وأنت تخرج بليل لتذبح شقيقك ثأراً لطيحان حظّ غير بائن كان وقع قبل ألف واربعمائة سنة . تصلّي صلاة الفجر خاشعاً ، ثمّ تتزقنب وتطير صوب عملك ، وهناك ستبوس دنانير الرشوة حتى لو كانت لقيمات حلال مستلات من أفواه الفقراء والمحرومين . ما الذي جعلك منشغلاً حد الاقتتال والتناطح بمسألة طول الدشداشة واللحية والشارب وتقديم قدم عند هذه العتبة ، وتأخير الثانية عند بابٍ آخر .
ما هذه الحرب الجنسية المخجلة التي تلعبها مع جارك وحزام ظهرك ، فتقول له تعال يا ابن المتعة ، ويقول لك إذهب يا ابن المسيار . نبيٌّ وأربعة من صحبهِ كانوا دقّوا طابوقة الأساس لقيام دولةٍ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبتْ ، ثم أنتجت تالياً كلّ هذا السِفْر المشعّ من بغداد والشام ومرابط الخيل في خواصر الأندلس . تأريخ ماجدٌ وجميل ، لكنه لا يخلو من كدمات وأعطاب وزلّات وكبوات ، وهذا حاله من حال تواريخ الناس فوق كلّ الأرض .
والآن يا شاطر يا متحاذق يا ملتبس ، أراك تربط روحك بحبال معمعة ميتةٍ عن مسألة التشكيل الزمني لأحقية الرابع في حكم الرعية ، على حقّ الأول بها . ألتاريخ ليس مقدساً وأغلب الظنّ أن لا معصوم بعد محمد والبشر خطائون ، فهل انت على خبلٍ كي تقتل شقيقك وعضيدك ، وتعلقهُ على دكة قصة بالية وحمّالة أوجه وتفاسير وتآويل .
أبناء الزنى والمواخير والمصادفة ، الذين غزوا داركم وأمرضوها وأفسدوها ، قساة وحرامية وحثالة ، فلماذا أعنتموهم على قتلكم ؟
هل ثمة فرصة باقية كي أترك أطفالي عندك أياماً ، فتحميهم وتطعمهم ، فأردّها عليك ساعة رمادة وشحة ، فأحمي عيالك وأطعمهم ؟
أسمع الإجابة الحقّ منكم بعد سبعة أيام وليلة وساعة وأربع دقائق وهنيهة .
AZP20
ALSO


















