مكاتيب عراقية ـ ابرة الزمن وبالون الثورة ـ علي السوداني


مكاتيب عراقية ـ ابرة الزمن وبالون الثورة ـ علي السوداني
1
ألمسائل التي تُرسم فوق الورق ، ستختلف حتماً إن أنزلتها على الأرض . يحدث هذا حتى في خريطة بناء مبنى إذ قد ينفتح باب الضرورة قبل تسليم مفتاح النهاية بقليل . تنشغل رعية العراق الدائخة المدوخة اليوم بطقطوقة التقسيم . إن نجح الأمر قومياً وعرقياً ، فسوف لا ينجح مذهبياً . ستجد الكثير من السنّة مثلاً يعجبهم العيش في إقليم الشيعة ، وأيضاً الكثير من الشيعة يريدون العيش بإقليم السنّة ، تحت مسوغات نفسية واجتماعية وعشائرية وتصاهرية وحبّية ، فلا تخافوا يا من قلوبكم النبيلة على بلادكم ، لأنّ الأمر لن يقع وهذه الفقاعات والدمامل المؤذية التي وسمت جسم العراق ، إنما هي مثل ضربات ريشة بلونٍ مغشوش سيسيح وينزل مع أول شمسٍ لصبح بلاد ، ماتت من قبل ميتات ثم نهضت وقامت على طولها وحيلها من جديد .
2
إيران تتململ وثورتها وربيعها يلمع في عيون ناسها والجوار . إن نجح شعب إيران بقطف حريته المنتظرة ونظّف وجه بلده من الدكتاتورية والفاشية الدينية الملعونة ، ستفرح الناس هناك وسيفرح معها كلّ من تضرر في الجوار . لقد تمّ نفخ الدجالين الكذابين وصبغ وجوههم بالثورة والقداسة المصنوعة بمطبخ الكذب والتضليل المتكىء على حوائط جهل وتخلف ، فنتجت أرذل علاقة تخادمية بالضرورة بين إيران وأمريكا ، كانت بلاد ما بين القهرين العظيمين أعظم ضحاياها . الوجوه التي تم تقديسها في إيران ، هي وجوه وعقول اشتغلت بالسياسة بوصفها فنّ الممكن ، فكذب الدجالون وقتلوا ونهبوا كما لو انهم أبناء ماخور سياسي لا يستحي ، حيث يقتلك واحدهم ويقول لك انّ للضرورة أحكام
3
ألإسلام السياسي وتمظهراته وارهاصاته المجاورة ، الذي أصاب العرب والمسلمين بمقتل ، هو كما نظنّ ونجتهد ، من فرض غطاء رأس المرأة وخمارها ونقابها . إذا كان ظهور شعر النسوان حرام ، فمن باب أَولى أن يكون ظهور وإشهار عيونهن الكحيلة وشفاههن الممتلئة والخدود المربربة والرموش السود حرام أيضاً ، وبذلك عليهنَّ المسكينات الأبديات أن يغطين كل هذه التفاصيل ، حتى تتحول واحدتهن إلى كيس نايلون أسود يمشي على قدمين غير مرئيتين . وإذا كان الأمر متصلاً بالغريزة وبالشهوة المتبادلة بين الفحل والأنثى ، فعلى الرجل أن يتحجّب هو الآخر ، كي لا تشتهيه السافرة الناظرة إليه
4
يعيشُ في عمّان والمدائن والحواضر التي حولها ، مائة مليونير عراقيّ جمعوا أموالهم بالحلال وبالكدّ والكدح المشروع وفق أدنى تعداد . لو تبرّع كلّ واحد منهم بألف دولارٍ شهرياً ، لكان المبلغ المجموع هو مائة ألف دولار ، ستوزع على أربعمائة عائلة عراقية لاجئة فقيرة متعففة كريمة ، بواقع مائتين وخمسين دولاراً للعائلة ، ليعينها على سدّ بعض ثقوب الأيام السود .
المبلغ لا يكلّف الغنيّ أزيد من سعر سهرة بفندق مثلاً . أيها الأغنياء الطيبون ، إنّ في خزائنكم الحلال حقٌّ للسائل والمحروم . نقول قولنا هذا بعد أن تخلّى العالم عن المعوزين وحوّلهم إلى فلم سهرة طويل يغرق أبطاله في البحر ، بعد أن تخونهم قوة محرك تايتانيك الفقراء .
AZP20
ALSO