في الحقيقة ان مجتمعنا الان.. فيه من الحكايات ومن العجائب والغرائب الشيء الكثير.. وبلا ادنى شك هنالك الصالح منها والطالح.. وعندما نتحدث عن حالة من هذه الحالات فاننا لا نريد بذلك الا تشخيص مكمن الخطأ.. وما يتوجب علينا القيام به في مثل هذه الحالات.. واهمها التوعية بين الناس وتوضيح مثل هذه الحالات وابعاد الناس عن الوقوع في هذه المطلبات حتى لا يكونوا في موقف محرج من مقالب في كثير من الاحياة تستوجب الضحك لان من وقع بهذا المقلب فاكيد انه رجل او شاب تنقصه الخبرة ومايزال يعيش على طبيعته صادقا جادا في نيته.. ولقد حدثني صديقي ابو صقر وهو في العقد الخامس من العمر.. ويعمل سائقا في سيارة اجرة.. عما جرى معه مع امراة.. قالت له ان اسمها (ام رنا) وهي في العقد الثالث من العمر.. وعلى جانب كبير من الجمال (الذي لا يقاوم) والذي يجعلك غصبا عنك خادما مطيعا لذلك السحر وذلك الجمال.. وهنا اترك الحديث لصديقيي ابو صقر الذي قال: اوقفتني هذه المراة لانقلها الى شارع فلسطين وكانت برفقتها صبية لا يتجاوز عمرها عن اثني عشر سنة.. ولقد هالني ما هي عليه من حسن وجمال.. فانا ما رايت في حياتي من هي اجمل منها.. وقلت في سري هنيئاً لمن امتلك كل هذا الجمال.. لابد من وان الله قد اكرمه بها.. جزاء فعل خير او عملاً صالحا قام به.. ولقد تعودت ان لا اتحدث مع الركاب.. الا اذا هم بادروني بالحديث فبادرتني هي بالحديث وطلبت مني ايصالها ثم العودة بها الى المكان الذي صعدت منه.. ثم اردفت تقول بانها ذاهبة لصديقة لها وستعود معها لتبقى عندها ايام عدة.. فقلت لها: لا باس لابد وانها صديقة حميمة.. فضحكت وقالت بلهجتها العامية (كلش مو بس هاي وانت اذا تريد تزورنا فاهلا وسهلا واني احتاجك لان عندي مشاوير كثيرة..) ويقول ابا صقر: وهنا التبس علي الامر فانها تطلب ان ازورها.. ولا ادري ما معنى زيارتي لها.. وباي صفة ازورها.. اما عندها مشاوير كثيرة فهذا ممكن وشيء لا غبار عليه.. و الحقيقة ان الفضول دفعني ان اعرف منها المزيد.. فقلت لها: ومتى استطيع زيارتكم؟
فاجباتني: عند الظهر وكل يوم اذا احببت ولكن بستر..
وسالتها مجددا: وزوجك.. فقالت: انا مطلقة منذ سنتين وعندي هذه البنت وولدا اصغر منها.. ولذلك اجري على عيشتي.. فقلت: اليس لديك راتب من الرعاية كونك مطلقة فاجابت بالنفي وان ليس لها اي مصدر للرزق وليس لها اهل بل مقطوعة من شجرة الا من اخت هي الاخرى متزوجة وتسكن بعيدا عنها وان معاناتها كبيرة ومسؤليتها جسيمة بتربية الاولاد.. وهنا سالتها: ولماذا لا تتزوجين وانت مازلت صغيرة وجميلة.. فقالت: بعد برهة من الصمت: تتزوجني انت؟ وهنا التفت عليها ووجدتها انها جادة فيما تقول وقد احمرت وجنتيها مما جعلها ذلك باحلى ما تكون عليه الانثى من جمال رباني لا يضاهى.. فقلت لها: ولكن انا متزوج ولدي اطفال عدة فقالت لي وما الغرابة في ذلك.. في ان تكون لديك زوجتين.. وانا لا افرض عليك شروطا.. يكفيني ان تاتيني وقت ما تشاء.. ولا اطلب منك غير ان تعطيني يوميا (15) خمة عشر الف مصرف البيت كما انا ا متلك نصف قطعة ارض ملكا لي وكاملة الاثاث.. فسوف لا نحتاج الى شيء.. وكنت وانا احدثها اقلب الامر مع نفسي فانها من ذلك النوع الذي لا يمكن ان ترفض لها امرا واحسست حينها في احساس غريب وكاني عدت بسنوات عمري الى مرحلة الشباب.. وقلت لها: ولكن هناك فراق عمري بيني وبينك.. فقالت لي: لا يهمني ذلك بالقدر الذي فيه اريدك ستراً وغطاء لي ولاطفالي.. وعدت وسالتها: وممن اطلب يدك.. فقالت: الم اقل لك اني مقطوعة من شجرة.. وعدت اقول لها: معني هذا ان الامر يعود لك.. فاجابت : بالايجاب ثم اردفت تقول لي: عليك ان تزورني اليوم ظهرا حتى اتفق معك على كل التفاصيل… وحتى يمكنك ان تطلع بنفسك على كل تفاصيل حياتنا.. فعدت اقول لها: ام رنا ان كنت صادقة في طلبك عندي شرط واحد فقط اريد منك الالتزام به.. فقالت: وما هو.؟ فقلت لها: ان تكوني مخلصة امينة على اسمي وسمعتي.. فقالت: اوعدك باني ساكون اهلا لذلك.. فهذا غاية ما انشده واتمناه.. ولما سمعت كل هذا الحديث من ام رنا حتى رقص قلبي طرباً.. بان كل هذا الجمال وهذا السحر سيكون ملكا لي ولوحدي.. واخذت افكاري تذهب بعيدا وبعيدا جدا في الغول في جسد هذه المراة الجميلة الرائعة ولحظات واردفت قائلة: طيب ما دمنا اتفقنا على كل ذلك.. ساترك ابنتي لدى صديقتي واعود معك الى البيت.. فقلت لها: كما تشائين.. ثم التفتت الى ابنتها وقالت لها: اذهبي انت وخالتك الى السوق واشتري لك ولاخوك مايلزم للمدرسة.. وناولتها نقودا.. ثم قالت لابنتها: اذا لم تكفيك الفلوس فخذي من خالتك.. ثم اردفت قائلة: لا ووجهت الحديث لي .. ابا صقر اذا عندك اعطيني (50) الفا وساعطيك اياها في البيت.. وهنا اصبحت بموقف محرج فاعطيتها المبلغ وانا اقول في سري: فداك كل فلوس الدنيا.. ثم اوقفتني في شارع مقطوع بالحواجر الكونكريتية .. فطلبت مني انتظارها خمس دقائق فقط.. ونزلت مع ابنتها ودخلت الشارع وانا كلي ثقة بانها ستعود بعد لحظات.. وراحت نفسي تحدثني عن السعادة التي سادخلها وما ساغرفه من ذلك الجمال… فحتما انا سعيد الحظ والتقيت بانسانة بمثل هذه الروعة.. ومرت الدقائق ثقيلة وكانها دهراً.. ومرت الدقائق ومرت نصف ساعة وصاحبتي بلا اثر.. فترجلت من السيارة لالقي نظرة على الشارع فوجدت ان الشارع فيه فروع كثيرة.. ولا اعرف اي فرع دخلت هي فيه.. وانقضت ساعة وانا امل ان تتصل بي.. فلقد اعطيتها رقم هاتفي للاصال بي فيما اذا كان هناك طارئ يؤخرها.. ولكن لم يحدث شيء من هذا وبدء الشك يسري في قلبي وعرفت اني وقعت ضحية كذب وخداع هذه السيدة.. وضحكت كثيرا على هذا الموقف ولكن اشد ما المني هو اني مازلت اتعامل مع الاخرين بصدق نيتي وطيبتي..
الى هنا وانتهى حديث صديقي ابو صقر عما جرى معه مع هذه السيدة المخادعة الكبيرة التي تستغل طيبة الناس ممن لا خبرة عندهم في التعامل مع امثالها.. وعلى الناس ان لا ينساقون وراء الجمال المخادع ارضاءاً لغرائزهم دون النظر بواقعية ومعرفة مع من يتعاملون ان مثل هذه السيدة التي تعيش على خداع البسطاء من الناس بجمالها وكلامها المعسول فمن المؤكد ان ذات يوم ستقع في براثن خداعها للناس وتنال جزاءها العادل في الدنيا والاخرة وحذار وحذار من الوقوع فيما وقع به صديقي ابو صقر واخذ هذا المطب الذي امل ان يكون درسا له في المستقبل.
محمد عباس اللامي – بغداد