
معلومات عن الموصل – سامر الياس سعيد
تحت عموده بعنوان (توقيع) كتب رئيس تحرير الطبعة الدولية لجريدة الزمان الدكتور فاتح عبد السلام مقالا حمل عنوان (نحتاج متطوعين ) في نسخة الزمان الصادرة يوم الخميس الموافق 13 ايلول الماضي وبعض مما جاء فيه انه تطرق لواقع مدينة الموصل اثر اتصال ورده من احد وجهاء المجتمع يخبره بان المدينة لم تدخلها صحيفة او مجلة منذ ان احتلها داعش واستمر الحال بعد تحريرها حتى اللحظة ..
والغريب ان وجيه المجتمع ادلى بدلوه في الوقت الذي تشهد فيه المدينة نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية ومجتمعية وتعبر عن واقعها بانها مدينة عادت لتتنفس بعد ان شعرت بالاختناق طوال السنوات التي كان فيها التنظيم مسيطرا على المدينة وعادت الكلمة عبر اشكال مختلفة.
لاسيما حينما اعاد ناشط متخصص تواصل الصحف البغدادية ليعيد ذلك الالق الذي افتقدته صوال سنوات سيطرة التنظيم لينتصر على كل المعوقات مهند داؤد سليمان ويتجاوز تدمير مكتبته التي حملت اسم الضحى بمنطقة الدواسة ليعيد افتتاح المكتبة بموقعها البديل في احد اروقة متنزه الجامعة بمنطقة المجموعة الثقافية بالجانب الايسر من المدينة ..
مضى على تلك البادرة بضعة اشهر كانت كافية للموصليين جميعا من ان يلتفتوا لهذا الحدث ويزوروا المكتبة ويطلعوا على عناوين الصحف التي لم تقتصر على ما ير من العاصمة بغداد فحسب بل الى جنبها اســــــــتلقت بضع صــــــــحف موصـــــــلية تتنسم عبير الحرية وتكتب لتواصل ما فاتها من احداث جرت على سطح المدينة ..
وفي المكتبة ذاتها تبارى المثقفون من ابناء الموصل على عرض نتاجاتهم حتى اثقلت رفوف المكتبة الصغيرة بمئات العناوين التي صدرت في بحر الاعوام الاخيرة لتتحدث عما جرى وتبين للعالم نكبة مدينة وماساة شعب عريق ..
هذا كله من جهة اما مهرجانات القراءة والتي تطرق لها رئيس تحرير الزمان الدولية وطالب بمتطوعين لاعادة الامل في القراءة لدى الناس فان رصيف الثقافة الذي ابتدعه ناشطون على اطلال المؤسسة الاكاديمية العريقة في منطقة الجامعة يعيد الاهمية والشأن لمدينة ثقافية باتت تتنفس الصعداء بعودة رحيق الكلمات اليها وباشر عدد من الادباء ينسجون على وتر الصفحات ما شهدوه من سنوات عجاف القت بهم في اتون المحنة والماساة التي عاشتها مدينتهم لتعيد الارصفة ترتيب انفسها وتستنشق الشوارع عبيراً اخر غير رائحة البارود المقيتة ..
هل تكفي مكالمات تحمل معلومات مغلوطة عن الموصل في ان تجد لنفسها سبيلا بالتشهير عن ان المدينة اهملت دورها الثقافي الذي كانت عليه وماذا يتوجب على اعلاميين وهم يتابعون سيل المعلومات الخاطئة التي تحيط بمدينتهم وهم يتفرجون تماما كما حظي التنظيم في ايامه الاولى من ان يستعين بشباب راودهم عن انفسهم لابل غرر بهم ليحملوا راياته بمنطقة المنصة ويوثق احتفالات مبتورة كانه يعبر بها عن فرحة اهل الموصل بسيطرة التنظيم الذي ذاق الموصليون جميعهم كاس المرارة والماساة لابل كانت الايام الاولى كفيلة بان تؤشر للعالم بان الموصليين تنفسوا الصعداء من عناصر امنية كانت تذيقهم الصعوبات ليستبدلوها بنظام اخر يعاقبهم على السيكارة والزي وغيرها من الامور التي لاتعترف بالحرية الانسانية لدى الجميع لابل تكفر الاخر وتقيده في مجال الاختلاف دون النظر الى ما قدمه هذا الاخر من جهود وبصمات احتوته اروقة المدينة ومناطقها لابل التصقت بعض تلك التسميات بتلك البصمات فكانت منطقة الساعة تعبيرا عن امتنان الموصليين لبرج الساعة الخاص بكنيسة الاباء الدومنيكان وهدية زوجة الاميراطور الفرنسي لهولاء الاباء ممن قدموا ارواحهم فداءا لاهــــــــالي الموصل وهم يعيشون محنة المرض المستـــــــشري في تلك السنوات من مطلع القرن الثامن عشر ..
متطوعو الموصل يقيمون الكثير من الانشطة وهنالك منتديات ثقافية بدات تتألق في استقطاب اسماء ونخب موصلية تحاول ان تقول كلمتها ولابد للاعلام من ان يزيد نشاطاته في سبيل اضاءة تلك الانشطة وابرازها لتكون مدينة الموصل حاضرة ثقافية مهمة كما كانت في السابق ..
=======
اقرأ أصل مقال دكتور فاتح عبدالسلام

















