معلم الصبيان – علي اليساري
يحفل تاريخنا الذهبي عبر عصور النشوة والتمدد بالعديد المخجل من ( ثقافة ) الحط والسخرية المرة من بعض المهن والحرف والهوايات وتجعل من ممارستها سقوطاً في وحل الرذائل الاخلاقية المخلة بالشرف والمروءة
الجاحظ من اكبر مثقفي عصره وأبرز كتّاب القرن الرابع الهجري يصف معلمي الصبيان بالحماقة والخطل والغفلة وخفة العقل
ويورد رأياً لجهبذ من جهابذة الفقه والقضاء في الكوفة ما يفيد بان ابن شبرمة القاضي كان لا يقبل شهادة معلمي الصبيان لانتفاء اهليتهم للشهادة ولنقص في عقلهم كالنساء !!
ويؤكد أن بعضاً من الفقهاء يفتي بأن النساء اعدل شهادة من معلم
لأن معلم الصفوف الابتدائية الاولى يميل الى العاطفة الطفولية والتعامل الحنون مع الاطفال مما يجعله مساوياً لهم في ضعف مداركهم وقلة زادهم
أما الفقيه والمحدث الكبير وصاحب التصنيفات المعتبرة ابن حجر الهيتمي فيقول ( لا تُقبل شهادة معلم الصبيان لان عقل ثمانين معلماً لا يساوي عقل امرأة واحدة ) !
واقعاً ان ما يقوله ابن حجر هذا يعبر عن استخفاف بعقل المرأة والمعلم على حد سواء !
هذه النظرة الدونية والروايات السافلة تقابلها معايير اخرى مغايرة تجعل من وزارات التربية والتعليم في دول كاليابان وكوريا والنرويج تشترط في ( معلم الصبيان ) ان يكون حاصلا على اكثر من تخصص وان يكون ذَا سيرة ناصعة لمن يريد التصدي لهذه المهنة الشريفة والخطيرة !
يضع بعض الجهابذة من الفقهاء مهنة التعليم على قدم المساواة مع مربّي الحمام ( المطيرچی ) فتنال هذه الهواية حظها من الاهانة والتسخيف والحط من قيمة مرتكب هذه الجريمة البشعة فيقول ( لا تقبل شهادة مربي الحمام لانه ناقص المروءة وتربية الحمام فيها دناءة)!!!
وعليه
ينبغي على معلمي الصبيان ان يخرجوا كتفاً على كتف ويعلنوا عن تخليهم عن ممارسة تعليم الصبيان
والمطيرجية ان يتوقفوا عن قول ( عاع) وهم يتابعون اسراب حمائمهم !